منوعات

اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه

جدول ال

اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الله عزَّ وجلَّ يغفر الذنوبَ جميعًا، لكن هناكَ ذنبٌ عظيمٌ لا يغفرُه الله لمن مات عليه من غيرِ توبةٍ، فما هو هذا الذنب؟ وما تعريفه؟ وما هي أنواعه؟ وما حكم الإتيانِ بهذا الذنبِ؟ وهل هذا الذنب يخرج صاحبه عن ملةِ الإسلامِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه

يعدُّ الشركَ باللهِ عزَّ وجلَّ هو أعظمُ ذنبٍ قد يقوم به الإنسان، وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله عزَّ وجلَّ إذا مات الإنسانُ عليه،[1] ودليل ذلك قول الله تعالى الوارد في سورة الكهف: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}.[2]

شاهد أيضًا: ماهي كبائر الذنوب

تعريف الشرك الأكبر

يعرَّف الشرك على أنَّه اتخاذ ندٍ لله عزَّ وجلَّ في ربوبيته أو في ألوهيته، أو في أسمائه وصفاته، وهو اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه، وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ في كثيرٍ من الآياتِ القرآنيةِ عظمَ هذا الذنبِ، ومنها قول الله تعالى: {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}.[3]

شاهد أيضًا: مرتكب الكبائر كافر مخلد في النار أصحاب هذا القول هم

أنواع الشرك الأكبر

إنَّ للشركِ الأكبرِ ثلاثُ أنواعٍ، وفي هذه الفقرةِ من مقال اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه، سيتمُّ ذكر هذه الأنواعِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

  • شرك الربوبية: ويكون باعتقادِ المرءِ أنَّ هناك متصرفًا في هذا الكون غير الله عزَّ وجلَّ فيشاركه في أفعال الخلقِ والإماتةِ والرزقِ والملكِ، وغيرها من الأفعال المختصةِ بذات الله سبحانه وتعالى، ويُقسم هذا النوعُ من الشركِ إلى قسمينِ، وفيما يأتي بيانهما:
    • شرك التعطيل: وهو عبارة عن نفسي وتعطيل خصائص الربوبيةِ عن الله عزَّ وجلَّ مثل شركِ فرعونَ، والذي أخبر الله عزَّ وجلَّ عنه في كتابه المجيد، وفي قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}.[4]
    • شرك التمثيل: وهو عبارة عن مساواةِ الإنسان ربَّ العالمينَ بغيره من الخلق، فينسبُ خصائص الربوبية إلى غير الله، مثل شركَ النصارى الذي قالوا بأنَّ الله ثالث ثلاثة، ومثل شركِ المجوسِ الذين جعلوا هناك إلهً للخير وإلهً للشرِّ.
  • شرك الألوهية: ويكون ذلك بصرف العبادةِ لغير الله عزَّ وجلَّ فتجد المرءَ يذبح لغير الله، أو يتضرع إلى غير الله من الأمواتِ والأولياء، أو أنَّه يسجد لغيرِ الله، أو أنَّه يصرف المحبةَ لغير الله، وقد جاء ذكر مثل ذلك في قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ}.[5]
  • شرك الأسماء والصفات: ويكون ذلك بتشبيه المرء صفاتَ الله عزَّ وجلَّ بصفاتِ غيره، أو باشتقاقِ أسماء الآلهةِ الباطلةِ من أسماء الله عزَّ وجلَّ المختصةِ به، أو يكون بتعطيلِ صفةٍ من صفاتِ الله عزَّ وجلَّ عنه، والذي يُقسم إلى قسمينِ، وفيما يأتي بيانهما:
    • التعطيلَ الكلي.
    • التعطيل الجزئي.

شاهد أيضًا: كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب

حكم الشرك الأكبر

إنَّ المشركَ باللهِ عزَّ وجلَّ شركًا أكبرًا، يعدُّ كافرًا خارجًا عن ملة الإسلامِ، وجزاؤه جهنَّم خالدًا فيها، وقد جاء ذلك في نصِّ القرآنِ الكريمِ، حيث قال الله تعالى: {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}؛[6] وذلك لأنَّه جاء باعظم الذنوب الذي لا يغفره الله لصاحبه.

شاهد أيضًا: أنواع الشرك الأصغر والفرق بينه وبين الشرك الأكبر

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان اعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه ، وفيه تمَّ بيان أنَّ هذا الذنبُ هو الشركُ باللهِ، والذي يعرَّف على أنَّه اتخاذ ندٍ لله عزَّ وجلَّ في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، كما تمَّ بيان أنواعِ الشركِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان حكمَ المشركِ شركًا أكبر، وبأنَّه كافرٌ خارجٌ عن ملة الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button