منوعات

إعدامات ميدانية واعتقالات.. ماذا يحدث داخل مخيم طولكرم بالضفة الغربية؟


09:19 م


الخميس 18 يناير 2024

كتب- مصراوي
قبل ساعات قليلة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات واعتقالات في مدن مختلفة من الضفة الغربية، خاصة في مدينة طولكرم ومخيميها، التي كانت الأكثر تصاعدًا في الأحداث، منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركات المقاومة الفلسطينية في الـ7 من أكتوبر الماضي، إذ بلغ عدد المعتقلين من الضفة نحو 5875 شخصًا.

ويرى الناشط الفلسطيني سليمان الزهيري في طولكرم شماليّ الضفة الغربية، حملة الاقتحامات والاعتقالات التي تنفّذها قوات الاحتلال في المدينة ومخيّمَيها، “محاكاة” للحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.


ويقول الناشط الفلسطيني خلال تصريحات صحفية له، إن جرافات الاحتلال دمّرت 15 وحدة سكنية بصورة كاملة بحيّ المنشية في نور شمس، بالإضافة إلى هدم ثلاثة محالّ تجارية خلال ساعات، وما يجري في طولكرم يحاكي الحرب في غزة، مشددًا أن العقلية التدميرية نفسها التي تدمّر هناك، تدمّر مخيّمات الضفة الغربية تدميرًا واسعًا.

ولم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، بل أعاق عمل سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني وطواقمه الطبية، ومنعه من دخول مخيم طولكرم، والوصول وإسعاف المصابين هناك، بحسب ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.

صورة2

ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، قال إنه تلقى نداءات من مواطنين عدة داخل المخيم بوجود إصابات برصاص الاحتلال في حارات المخيم، منها خطيرة، مضيفًا قوات الاحتلال المنتشرة على مداخل المخيم، منعت مركبات الإسعاف من دخوله، وأخضعتها للتفتيش والاحتجاز لوقت طويل.

وأوضح الهلال الأحمر خلال حديثه مع وكالة وفا الفلسطينية، أن طواقمه تعاملت مع إصابتي اعتداء بالضرب من الاحتلال داخل مخيم طولكرم، فضلًا عن تعرض طواقم الإسعاف من متطوعين ومسعفين للاعتداء والاعتقال، ما أسفر عن اعتقال 5 مسعفين، وإصابة 3 ضباط إسعاف بشظايا انفجار داخل المخيم، وتدمير إحدى سيارات الإسعاف، فضلًا عن استشهاد شاب.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم الخميس، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في مدينة طولكرم إلى 6، في خلال عملية اقتحام متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة.

كما لاحقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين في أحياء المدينة، خاصة الحي الجنوبي، وأوقفت مركباتهم وأخضعتهم للتفتيش والتنكيل والاستجواب، إضافة لاعتقال الأسير المحرر سيف حسام إدريس عزرون، بعد مداهمة منزله في الحي الشمالي للمدينة، في الوقت الذي داهمت منزل ذوي المعتقل مهند طلال منصور شريم، في الحي الغربي من طولكرم المحكوم بالمؤبد، ووفتشته واستجوبت سكانه.

صورة3

وبحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، فإن “حصيلة الاعتقالات ارتفعت بعد الـ7 من أكتوبر الماضي، إلى نحو 5875 شخصًا، وهي تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، كما بلغت حصيلة الاعتقالات اليوم نحو 51 فلسطينيًا، من بيت لحم والخليل ورام الله وقلقيلية ونابلس وطولكرم.
وانتشرت آليات الاحتلال في مختلف أحياء مدينة طولكرم ونصبت حواجزها عند مختلف المحاور، خاصة دوار العليمي (المحاكم)، وشارع نابلس، تزامنا مع العدوان المتواصل على مخيمي طولكرم ونور شمس، وما يرافقه من اعتداءات على المواطنين واعتقالهم وتخريب ممتلكاتهم، إضافة إلى أن الاحتلال نصب حاجزًا عسكريًا أمام “مستشفى ثابت ثابت” الحكومي في طولكرم.

مخيم طولكرم ونور شمس

يوجد في مدينة طولكرم مخيّمان: مخيم طولكرم، مخيم نور شمس، الذي يقع على مساحة 230 متر مربع، على جبل عند مدخل المدينة، يقابله حيّ اسمه “المحجر” هو جزء من المخيم، ويفصل بينهم شارع رئيسي يُسمّى “نابلس”.

ومدينة طولكرم ومخيماها نور شمس وطولكرم، أخذت من مدينة نابلس، ومدينة جنين، فكرة المجموعات المسلحة، التي تتوزع في المخيمين ويضما مختلف الفصائل، فضلًا عن تميزهما بالقرب الجغرافيّ من بعضهما (نحو 3 كيلو متر)، إذ يتواجدان على شارع رئيسي واحد؛ شارع نابلس، الممتد من مدخل المدينة إلى مركزها تقريبًا، وعلى هذا الخط، يشكّل المخيمان حصناً للمدينة أمام اقتحامات الاحتلال.

كما يشكّلان دعمًا وحصنًا منيعًا أمام محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فحين يحاصر الاحتلال أحد المخيّمين، يخرج مقاتلو الآخر دفاعًا وحمية وإشغالًا للعدوّ، وهذا ما جرى مرّات عدّة، أبرزها حين حصار الاحتلال لمخيم نور شمس الذي كان في نوفمبر الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button