أظهر عدد من الأبحاث الجديدة أن أغلبية أبناء جيل زد يعملون في مشاريع جانبية خارج نطاق وظائفهم التقليدية، فربما يأتي منهم جيف بيزوس وإيلون ماسك.

لا يخفى على أحد أن خريجي جيل زد يمرون بإحباط بعد إنفاق مبالغ طائلة على شهاداتهم، ليدركوا بعدها أن هذا المؤهل “عديم الفائدة” ولا يزيد من فرص توظيفهم، وها هم سيقدمون على أخذ “الثأر”.

يبدو أن الجيل بدأ في توديع السلم الوظيفي، حيث إن نحو 58 % منهم يشتغلون في مشاريع جانبية خارج الدوام الرسمي، و8% من الشباب الذكور يعملون لحسابهم الخاص بعد الدوام الرسمي وفي عطلة نهاية الأسبوع. لكن يا ترى من هم أعلى احتمالًا ليديروا أعمالهم الخاصة بعد ساعات العمل؟ الإجابة إنهم أبناء جيل زد غير الجامعيين.

في الواقع، يكشف بحث “ريزومي جينيوس” أن احتمالية امتهان مشروع جانبي تتضاءل كلما ارتفع مستوى التعليم لموظفي الجيل، فـ7 من كل 10 موظفين من جيل زد ممن لديهم بعض الخبرة الجامعية (تركوا الدراسة قبل إكمالها) يديرون حاليًا أعمالهم الخاصة إلى جانب عملهم. في المقابل، تنخفض هذه النسبة إلى 55% فقط من حاملي درجة البكالوريوس أو الماجستير.

ينتشر هذا النمط في وقت يختار فيه الجيل الأصغر التخلي عن السلم الوظيفي وتفضيل إدارة أعمالهم الخاصة. وبحسب لينكد إن، ثاني أسرع الأسماء الوظيفية نموًا بين جيل زد حاليًا هو “مؤسس”. وتشير دراسة أخرى إلى أن نصف الشباب بين 18 و35 عامًا ممن بدأوا مشروعا جانبيًا أو ينوون ذلك قالوا إن دافعهم الرئيسي هو أن يكونوا مديري أنفسهم.

ومع أنه ليس كل فرد من جيل زد يدير عملا جانبيا سيصبح عملاقًا تكنولوجيا قادمًا في قائمة أعلى 500 شركة في قائمة “فورتشن”، إلا أنهم أقرب بخطوة ممن لا يملكون عملًا جانبيًا.

بدأت بعض أكبر شركات العالم من مشاريع جانبية متواضعة في الأقبية أو المرائب أو خلال استراحات الغداء.

لنبدأ بـ”أبل”، حيث التقى ستيف وزنياك وستيف جوبز عام 1971 أثناء عملهما في شركة التكنولوجيا العملاقة “إتش بي”. وفي غضون عام، انطلقا في مشروعهما الجانبي الأول، وهو بيع “الصناديق الزرقاء” التي تُمكّن الناس من إجراء مكالمات هاتفية لمسافات طويلة مجانًا. ثم عملا على جهاز الحاسب أبل1، وكانا يلتقيان غالبًا لتبادل الأفكار في مرآب منزل جوبز في لوس ألتوس، بينما كانا لا يزالان يعملان في دوام كامل.

وقصة “تويتر” بدأت عندما كان جاك دورسي يعمل مصمم مواقع ويب في شركة بودكاست تُدعى “أوديو”.

وكان “إنستجرام” مجرد مشروع جانبي، طور من تطبيق أعقد يُدعى “بوربن”، ابتكره كيفن سيستروم، الموظف السابق في “جوجل”، أثناء عمله في موقع ناشئ لتوصيات السفر يدعى “نيكست ستوب”.

العلامة التجارية الرياضية “أندر آرمور” والموقع “إيتسي” ومنصة “إير بي إن بي” نشأت من أعمال جانبية أيضًا.
ولا تقتصر الأمثلة على المليارديرات فحسب.

فمثلا، كان تشيس جالاجر في الـ12 من عمره عندما بدأ جزّ حدائق جيرانه في بنسلفانيا مقابل 35 دولارًا. وبحلول الـ16 من عمره، كان جالاجر قد حقق بالفعل 50 ألف دولار من عمله الجانبي في جزّ العشب. واليوم، تطورت أعماله إلى شركة متخصصة في تنسيق الحدائق توظف 10 أشخاص. وكما قال الشاب لمجلة “فورتشن”، حققت شركته سي إم جي لاندسكيبنج إيرادات تجاوزت 1.5 مليون دولار العام الماضي.

وبالمثل، أخبر إد فولر مجلة “فورتشن” كيف حوّل عمله الجانبي في “أمريكان إكسبريس” إلى وكالة تسويق تجني 27 مليون دولار سنويًا وتعمل مع المؤثر مستر بيست. وكانت بداية شركة “هاوس أوف سي بي”، وهي علامة تجارية للأزياء تحظى بأكثر من 6 ملايين متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، مشروعا جانبيا لمراهقة على موقع “إي باي”.

شاركها.