أعلنت السلطات المختصة عن دراسة إمكانية استبدال دمية اختبار التصادم الحالية، والتي تعتمد بشكل كبير على قياسات جسم الرجل، بنموذج جديد مصمم خصيصًا للأنثى. وتهدف هذه الخطوة إلى تحسين معايير السلامة للنساء، اللواتي يواجهن خطرًا أكبر للإصابة والوفاة في حوادث الطرق. وتأتي هذه التطورات في ضوء أبحاث متزايدة حول عدم فعالية الدمى الحالية في تمثيل أجسام النساء بشكل دقيق، مما يؤدي إلى تصميم سيارات لا توفر لهن الحماية المثالية. الهدف الرئيسي هو رفع مستوى السلامة على الطرق.
تُجرى هذه الدراسة حاليًا في عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وتتعاون فيها وكالات السلامة على الطرق وشركات تصنيع السيارات. ولا يوجد جدول زمني محدد حتى الآن لإطلاق النموذج الجديد، لكن الضغوط متزايدة لتسريع هذه العملية.
أهمية استخدام دمية اختبار التصادم للإناث في تقييم السلامة
لطالما كانت دمى اختبار التصادم التقليدية مصممة بناءً على متوسط قياسات جسم الرجل، مما يعني أن بيانات السلامة التي يتم جمعها قد لا تكون دقيقة أو ذات صلة بالنساء. تشير الأبحاث إلى أن النساء لديهن اختلافات فسيولوجية كبيرة مقارنة بالرجال، بما في ذلك كتلة العضلات، وكثافة العظام، وتوزيع الدهون، وارتفاع مركز الثقل.
الاختلافات التشريحية وتأثيرها على الإصابات
تؤثر هذه الاختلافات بشكل كبير على كيفية تفاعل الجسم مع قوى التصادم. على سبيل المثال، غالبًا ما تجلس النساء في وضعية مختلفة عن الرجال، وقد تكون أكثر عرضة لإصابات الرقبة والرأس والصدر. وتشير الإحصائيات إلى أن احتمالية إصابة النساء بجروح خطيرة أو الوفاة في حوادث الرقبة السفلية أقل بنسبة 47٪ مع استخدام دمية تتناسب مع شكل أجسادهن.
تاريخ استخدام دمى اختبار التصادم
بدأت استخدام دمى اختبار التصادم في منتصف القرن العشرين، وكانت في البداية بسيطة للغاية. ومع تطور تكنولوجيا السيارات، أصبحت الدمى أكثر تعقيدًا، قادرة على قياس مجموعة واسعة من القوى المؤثرة على الجسم أثناء التصادم. ومع ذلك، ظلت معظم هذه الدمى تعتمد على قياسات جسم الرجل لفترة طويلة، بسبب التكلفة والوقت المطلوبين لتطوير نماذج جديدة.
وفقًا لتقارير وزارة النقل، تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة في حوادث السيارات بنسبة تتراوح بين 70 و80% مقارنة بالرجال، حتى عند أخذ عوامل مثل المسافة المقطوعة ونوع السيارة في الاعتبار. ويعزى هذا بشكل كبير إلى عدم كفاية تصاميم السلامة التي تأخذ في الاعتبار الخصائص الجسدية الفريدة للنساء.
تسعى الجهات المعنية إلى تطوير دمية اختبار التصادم للإناث تعكس بدقة هذه الخصائص. يشمل ذلك تصميمًا جديدًا للهيكل العظمي، وأجهزة استشعار أكثر حساسية، ومواد تحاكي أنسجة الجسم الأنثوية بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تكون هذه الدمية قادرة على إجراء اختبارات تصادم في مجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك التصادمات الأمامية والجانبية والإمالية.
يعمل الباحثون على دمج بيانات حوادث واقعية في تطوير النموذج الجديد. وتشمل هذه البيانات معلومات حول أنواع الإصابات التي تحدث للنساء، ومواضع جلوسهن، وأنواع السيارات التي يقودونها. يهدف هذا النهج إلى ضمان أن تكون الدمية الجديدة أداة فعالة لتقييم وتحسين سلامة السيارات بالنسبة للنساء.
من الجوانب المهمة الأخرى لهذه الدراسة، التأكد من أن استخدام دمية اختبار التصادم للإناث لا يؤدي إلى تقليل معايير السلامة للرجال. ويأخذ الباحثون في الاعتبار هذا الأمر بعناية، ويعملون على تطوير حلول تضمن سلامة جميع الركاب، بغض النظر عن جنسهم أو حجمهم.
تثير هذه الخطوة تساؤلات حول التكاليف المتوقعة لتطوير وتنفيذ هذا التغيير. صرح مسؤول في إحدى شركات تصنيع السيارات أن التكاليف قد تكون كبيرة، ولكنها ضرورية لتحسين السلامة. كما يشير إلى أن الشركات قد تحتاج إلى إعادة تصميم بعض مكونات السيارة، مثل وسائد الهواء وأحزمة الأمان، لضمان فعاليتها مع المرأة في حوادث المرور.
بينما يرحب خبراء السلامة بهذا التطوير، يحذرون من أنه ليس حلاً سحريًا. ويرون أن تحسين السلامة يتطلب أيضًا تطوير تقنيات مساعدة السائق المتقدمة، مثل نظام الكبح التلقائي ونظام التحذير من مغادرة المسار. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاستمرار في حملات التوعية بأهمية ارتداء حزام الأمان والالتزام بقواعد المرور.
من المتوقع أن تنشر وزارة النقل تقريرًا مفصلاً عن نتائج الدراسة في الربع الأخير من العام المقبل. سيشمل التقرير توصيات بشأن المواصفات الفنية للدمية الجديدة، والجدول الزمني لتنفيذها. ومع ذلك، فإن الجدول الزمني الفعلي قد يتأخر بسبب عوامل مثل الموافقات التنظيمية ومحدودية الموارد.
ويجب مراقبة رد فعل شركات تصنيع السيارات على نتائج الدراسة. فمن المحتمل أن تتبنى بعض الشركات النموذج الجديد بسرعة، بينما قد تتردد شركات أخرى بسبب التكاليف المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون من المهم تقييم تأثير هذا التغيير على تصنيفات السلامة للسيارات، والتأكد من أنها تعكس بدقة مستوى الحماية الذي توفره للنساء.
