:

شهدت شركة “كلاوديرو” (Claudio), وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا القانونية، تقييمًا يقارب 8 مليارات دولار أمريكي مع سعيها لتوسيع قاعدة عملائها لتشمل قطاعات تتجاوز شركات المحاماة التقليدية. يأتي هذا التقييم بعد جولة تمويل جديدة، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرة الشركة على إحداث تحول في طريقة عمل المهنيين القانونيين. وتعتبر هذه الزيادة في التقييم علامة فارقة للشركة التي بدأت كأداة بسيطة لإدارة المستندات.

تأسست “كلاوديرو” في عام 2017، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك. وقد اكتسبت الشركة شعبية كبيرة بين شركات المحاماة بفضل منصتها السحابية التي توفر أدوات متكاملة لإدارة القضايا، والبحث القانوني، والتعاون بين الفرق القانونية. وتسعى الشركة الآن إلى استهداف الشركات والمؤسسات الأخرى التي تحتاج إلى خدمات قانونية متخصصة.

توسع “كلاوديرو” وارتفاع التقييم

يعكس ارتفاع التقييم إلى 8 مليارات دولار النمو السريع الذي حققته “كلاوديرو” في السنوات الأخيرة. وقد تمكنت الشركة من جذب عدد كبير من العملاء من خلال تقديم حلول مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة. وتشير التقارير إلى أن الشركة لديها أكثر من 5000 عميل، بما في ذلك العديد من شركات المحاماة الكبرى في الولايات المتحدة.

الاستثمار في التقنيات الجديدة

تخطط “كلاوديرو” لاستخدام التمويل الجديد لتطوير منتجات وخدمات جديدة، بما في ذلك أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل العقود والتنبؤ بنتائج القضايا. وتهدف الشركة أيضًا إلى توسيع نطاق عملياتها إلى أسواق جديدة، بما في ذلك أوروبا والشرق الأوسط. وتعتبر “كلاوديرو” أن الاستثمار في التحول الرقمي هو مفتاح النجاح في سوق التكنولوجيا القانونية المتنامي.

الوصول إلى أسواق جديدة خارج شركات المحاماة

يمثل تحول “كلاوديرو” نحو استهداف عملاء جدد خارج نطاق شركات المحاماة خطوة استراتيجية هامة. فالشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية والمالية والتصنيع، تحتاج بشكل متزايد إلى خدمات قانونية متخصصة لإدارة المخاطر والامتثال للقوانين. وتأمل “كلاوديرو” في أن تصبح شريكًا موثوقًا به لهذه الشركات من خلال تقديم حلول قانونية مخصصة.

وانتقد بعض المحللين في بداية الأمر تركيز الشركة على قطاع واحد، وهو شركات المحاماة. ولكن أظهرت البيانات أن هناك طلبًا كبيرًا على خدمات التكنولوجيا القانونية في قطاعات أخرى، مما يشجع “كلاوديرو” على توسيع نطاق عملائها.

بالإضافة إلى ذلك، تدرس “كلاوديرو” إمكانية تقديم خدماتها مباشرة إلى الأفراد من خلال منصة ذاتية الخدمة. هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام سوق جديدة تمامًا، ولكنها قد تتطلب أيضًا استثمارات كبيرة في التسويق ودعم العملاء. ويعتبر الابتكار في الخدمات القانونية من أهم عوامل جذب العملاء الجدد.

تأثير التكنولوجيا على القطاع القانوني

يأتي نجاح “كلاوديرو” في سياق تحول أوسع في القطاع القانوني، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا متزايد الأهمية. تقليديًا، كان القطاع القانوني يعتمد بشكل كبير على العمل اليدوي والعمليات الورقية. ولكن مع ظهور التقنيات الجديدة، مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن أتمتة العديد من المهام القانونية وتحسين الكفاءة والدقة.

وتشير الإحصائيات إلى أن الإنفاق على التكنولوجيا القانونية في جميع أنحاء العالم ينمو بمعدل سريع. ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة، حيث تتبنى المزيد من الشركات والمؤسسات الحلول التكنولوجية لتحسين أدائها القانوني.

ومع ذلك، يواجه التحول الرقمي في القطاع القانوني بعض التحديات، مثل مقاومة التغيير من قبل بعض المحامين والقضاة، والمخاوف بشأن أمن البيانات والخصوصية. وتعمل “كلاوديرو” وغيرها من شركات التكنولوجيا القانونية على معالجة هذه التحديات من خلال تطوير حلول آمنة وسهلة الاستخدام، وتقديم التدريب والدعم للمستخدمين.

في المقابل، هناك شركات أخرى في مجال التكنولوجيا القانونية تركز على مجالات مختلفة، مثل إدارة العقود أو البحث القانوني. وتتنافس هذه الشركات مع “كلاوديرو” على حصة في السوق، مما يدفعها إلى الابتكار المستمر وتقديم خدمات أفضل للعملاء.

وتشير بعض المصادر إلى أن وزارة العدل في الولايات المتحدة تدرس تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع القانوني لضمان العدالة والشفافية. هذا التنظيم المحتمل قد يؤثر على طريقة عمل “كلاوديرو” وغيرها من الشركات التي تستخدم هذه التقنية.

من المتوقع أن تعلن “كلاوديرو” عن خططها التوسعية التفصيلية في مؤتمر صحفي الشهر المقبل. وستركز الشركة على إطلاق منتجات جديدة في الأسواق الأوروبية، وتوسيع فريق المبيعات والتسويق لديها. وستراقب الصناعة عن كثب أداء “كلاوديرو” في هذه الأسواق الجديدة، وتقييم مدى نجاحها في تحقيق أهدافها.

شاركها.