تتنوع شخصيات الرؤساء التنفيذيين بين القائد الرحيم ورجل الأعمال الصارم، لكن كيفن أوليري، المليونير ورائد الأعمال الشهير بلقب “السيد الرائع” على شاشة برنامج شارك تانك، يتميز بأسلوب قيادة صريح وصارم مستوحى جزئيا من العمل مع المؤسس الراحل لشركة أبل، ستيف جوبز.
يقول أوليري في حديث مع مجلة فورتشن: “لا أعتقد أن الأشخاص الذين تعمل معهم يجب أن يكونوا أصدقاءك، بل يجب أن يحترموك، وعليك أن تقودهم في مسيرتهم المهنية وجني الأرباح وتحقق أهدافهم”.
عرف أوليري بابتعاده عن المجاملة والتلطيف في آرائه، وربما ساعده ذلك على بناء ثروة تقدر بنحو 400 مليون دولار في 1999، حقق نجاحا كبيرا عندما باع شركته سوفت كي سوفت ويير برودكت لشركة ماتيل مقابل 4.2 مليار دولار، بعد فترة قصيرة من تعاونه مع جوبز على تطوير برامج تعليمية لشركة أبل. كما يدير أوليري شركة استثمارية تدعم أكثر من 80 شركة ناشئة ناجحة مثل بلولاند التي تجاوزت مبيعاتها 100 مليون دولار، وتطبيق جروفبوك لطباعة الصور الذي حقق 14.5 مليون دولار.
الحصول على صفقة من “السيد الرائع” في شارك تانك ليس بالأمر السهل، فهو معروف بسرعة بديهته وجرأته ومتطلباته العالية. يجسد أوليري ما يسميه بـ “عقلية المؤسس” التي تركز على إنجاز 3 إلى 5 أولويات بسرعة مع تجاهل الضوضاء الخارجية، وهو أسلوب تعلمه من جوبز الذي كان يتجاهل المشاعر لضمان نجاح الشراكات.
“لا أقضي وقتا في محاولة أن يحبني الجميع، لا يهمني ذلك”، يقول أوليري مؤكدا على وجهة نظره. ويضيف: “إذا قضيت وقتك في القلق بشأن ذلك، فستفشل لأنك ستفقد الغاية الحقيقية، وهي إنجاز الأمور”.
لم يكن جوبز معروفا بلطفه، بل بالعكس، كان صاحب شخصية صارمة وصعبة. حين عمل أوليري مع أبل، اقترح عليه أن يسمع آراء المعلمين والطلاب عن البرامج التعليمية، لكن جوبز رفض ذلك قائلًا “إن تلك الآراء لا تهم، وإن البرامج ستنجح فقط بتوجيهه”.
كتب كريس نيك، أستاذ الإدارة في جامعة ولاية أريزونا، عن أسلوب جوبز القيادي المكثف: “لقد خلق بيئة عمل شديدة الضغط. لقد ضغط على فريق ماك الأصلي بمواعيد نهائية مستحيلة، وكثيرًا ما كان يتصادم مع المهندسين، لكنه كان يُنتج منتجا ثوريا”. وأشار نيك إلى أن هذا النهج المتشدد أفقد أبل بعض المواهب الرئيسية، مثل مصمم أجهزة كمبيوتر ماكنتوش جيف راسكين، الذي قرر مغادرة الشركة عام 1982.
حتى عندما كان جوبز يسعى لمشاريع أخرى خارج أبل، كان يتمتع بنفس الحماس الذي يميزه. كان جوبز أحد المؤسسين الثلاثة لاستوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة. ولإخراج أفلام شهيرة مثل “البحث عن نيمو” و”قصة لعبة” من الورق إلى شاشات السينما حول العالم، فرض على الموظفين جدول عمل مكثفا.
صرح أوليري لمجلة فورتشن بأنه يعتقد أن أسلوب جوبز القيادي “مختلف” – لكنه أعجب بقدرته على قيادة الفرق، والتركيز على تحقيق الأهداف، والبقاء مركزا على “الغاية”. يقول “إنها عقلية واستراتيجية مُعدية للعمل بها”.