تشهد السوق السعودية توجه متزايد نحو الإنتاج المحلي في قطاع الأخشاب عبر تبني تقنيات تصنيع متقدمة لتلبية احتياجات المشاريع الكبرى وتقليل تأثير تقلبات الأسعار العالمية، بحسب ما قاله متخصصين لـ “الاقتصادية”.
معرض الأخشاب السعودي 2025 الذي أقيم من 7 إلى 9 سبتمبر في الرياض جمع أكثر من 250 عارضًا و 10 آلاف زائر محترف للوقوف على أحدث تقنيات والحلول لدعم القطاع الذي يعد عنصرًا أساسيًا في الصناعات التحويلية ومرتبطًا مباشرة بحركة الإعمار والاقتصاد الوطني.
المهندسة حنين القيسي، مديرة المكتب الفني في مصنع سمارت لاين، تقول “السوق التجاري يتجه بشكل متزايد نحو الأخشاب الصناعية التي سجلت مستويات طلب مرتفعة، مؤكدة أن المشاريع الكبرى ما زالت تميل لاستخدام المواد الطبيعية والتصاميم التراثية.
وبيّنت أن نحو 50–60% من التكاليف تعتمد على الاستيراد من الخارج مقابل 40% يوفرها السوق المحلي، مشيرة إلى أن ارتفاع تكاليف الاستيراد يمثل ضغطا على القطاع.
من جانبه، قال فادي الأسمر، مدير شركة الألواح الخشبية (WPC)، إن الطلب المحلي ينمو بدفع من حركة الإعمار، إلا أن تكاليف الاستيراد في السعودية تصل إلى 35% من قيمة المنتج مقارنة بـ25% في مصر والإمارات. وأكد أن منتجات الشركة تعتمد بشكل رئيس على الاستيراد من تركيا وتحمل شهادات استدامة لضمان سلامة المنتجات.
أما أحمد التويجري، المدير التنفيذي لشركة قياس للتصنيع، فأوضح أن الطلب المحلي يتم تغطيته بالكامل من الطاقة الإنتاجية الحالية، لكنه أشار إلى تحديات مرتبطة بضعف تبني التقنيات الحديثة وندرة الكفاءات وارتفاع التكاليف الاستثمارية.
وأضاف أن أكثر الأنواع طلبًا في السوق هي الشيبورد (Chipboards) المستخدمة في المطابخ والخزائن والأثاث، لافتًا إلى أن الشركة تخطط لإنتاج ما ينقص السوق بالشراكة مع جهات ألمانية مع التركيز على التوسع المحلي والتصدير الإقليمي والدولي.
وعن نسبة الاعتماد على الاستيراد مقابل الإنتاج المحلي، قدّم المشاركون قراءات متباينة؛ حيث أوضح التويجري أن الخشب المحلي يغطي نحو 80% من احتياجات السوق مقابل 20% مستورد، فيما قدّرت القيسي النسبة بواقع 70% محلي مقابل 30% مستورد، ما يعكس اختلاف التقديرات وفق طبيعة كل مصنع وتوجهاته.
ولفتت مؤشرات السوق إلى اعتماد كبير على الاستيراد حاليًا، مع توجه متزايد نحو زيادة التصنيع المحلي وتبني تقنيات متقدمة لتلبية احتياجات المشاريع الكبرى وتقليل تأثير تقلبات الأسعار العالمية.