في سوق موسمية تتخطى ملياري ريال .. عقود احترافية ورواتب فلكية لدلالي تمور بريدة
يدير دلالو مهرجان بريدة للتمور سوقا حجمها مليارا ريال سنويا، فيما تتخطى رواتبهم 30 ألف ريال، بحسب ما ذكره لـ”الاقتصادية” مدير العلاقات العامة في المهرجان عبدالعزيز الهديب.
وقال الهديب، إن هؤلاء الدلاليين يعاملون كمحترفين مثل لاعبي كرة القدم، كل عام ينتقلون للشركة الأقوى، خاصة أنه بعد نهاية كل موسم تتجه لهم المؤسسات والشركات وتطلب منهم الانضمام الموسم المقبل بعقد أكبر.
حققت السعودية زيادة في صادرات التمور ومشتقاتها خلال 2022، بنسبة 5.4% على أساس سنوي، لتبلغ 321 ألف طن بقيمة 1.28 مليار ريال، أما في الربع الأول من العام الجاري، فارتفعت الصادرات 2.5% لتشمل 116 دولة حول العالم.
الهديب أشار إلى أن بعض الدلالين بمؤهلات عليا والبعض الآخر يعمل في وظائف مرموقة، ويأخذون إجازة سنوية في شهر أغسطس من كل عام، ليتفرغوا بشكل كامل للعمل في المهرجان، فيما يصل دخلهم لمبالغ كبيرة جدا.
بشأن إيرادات مهرجان بريدة للتمور، قال “العام الماضي وصلت إلى ملياري ريال، أما في الموسم الحالي فستكون الأرقام أدق وأعلى، لأن المبيعات ستكون رقمية في البيع والشراء والزوار وكميات التمور”، فيما تراوح عوائد البيع يوميا من 12 إلى 14 مليون ريال.
وتنتج السعودية أكثر من 300 صنف من التمور أشهرها السكري، الخلاص، العجوة، الصقعي، والصفري، بإنتاج 1.6 مليون طن سنويا؛ وتشهد نموا في إنتاج التمور ومشتقاتها وفق أحدث التقنيات وأعلى معايير الجودة، ما أسهم في زيادة تصدير منتجاتها.
أما عبدالعزيز التويجري رئيس شركة هضيم للتمور والصناعات الغذائية، فقال إن الدلالين موجودون في جميع الأسواق كالعقار والتمور وغيرهما، وهم وسطاء محترفون يديرون الموسم بكفاءة، ويمنحون التجار تسهيلات للسداد ولديهم خبرة عالية في التعامل مع التجار”.
التويجري أشار إلى أن أكثر من 400 شاب سعودي متحمس يديرون العمل بنجاح، وهو ما دفع البعض للاستعانة بهم في مزادات خارج إطار التمور كالمزادات العقارية.
ويتجاوز عدد النخيل في السعودية 34 مليون نخلة موزعة على جميع مناطق المملكة، وتستحوذ منطقة القصيم على 11.2 مليون نخلة، والمدينة المنورة 8.3 مليون نخلة، والرياض 7.7 مليون نخلة، والمنطقة الشرقية 4.1 مليون نخلة.
من جانبه، ذكر سلطان بن محمد القعير الذي يعمل في مجال الدلالة وتسويق التمور في مهرجان بريدة، أن الشركات المهتمة تتعاقد مع مسوقين ذوي خبرة، مشيرا إلى أنهم لا يكتفون بتقاضي الراتب الذي يبدأ بـ 10 آلاف ريال، بل يمارس التسويق أثناء وبعد الموسم أو يشتري الرطب أو السكري ويخزنه لبيعه بأسعار أعلى.
تابع، أن العمل في مهرجان بريدة للتمور يحتاج مهارات أساسية، أهمها معرفة أنواع وأصناف التمور، والجودة وثقة المزارع والتاجر، ومهارة التواصل مع التاجر والمزارع حتى ينهي البيع. يذكر أن قطاع النخيل والتمور يعد أحد روافد الإنتاج الزراعي في المملكة الذي يعول عليه في إحداث تنمية زراعية مستدامة، ومن هذا المنطلق يجري العمل على دعم وتعزيز المبادرات الرامية إلى تنمية القطاع بما يتوافق مع مستهدفات رؤية 2030.