تعتزم الشركة العربية للاستثمار، إحدى أقدم صناديق الثروة في الشرق الأوسط، الإعلان قريبا عن تحالفات جديدة مع شركات لإدارة الأصول لإعادة هيكلتها في إطار خطتها الإستراتيجية للتوسع في مجالات الصحة، والصناعة، والسياحة، بحسب ما أكده لـ”الاقتصادية” الرئيس التنفيذي للشركة، عبدالله باخريبة.

وقال باخريبة إن التحالفات الجديدة تأتي استكمالا للشراكات التي عقدتها الشركة أخيراً مع مؤسسات متخصصة في إدارة الأصول، من بينها: جدوى للاستثمار، سبعين للاستثمار، الأولى للاستثمار، وألفا كابيتال، وتهدف هذه الشراكات إلى رفع كفاءة إدارة الأصول، وتعزيز التنوع الجغرافي والقطاعي، إضافة إلى تحقيق عوائد مستدامة تتجاوز متوسطات السوق.

وأوضح إن إبرام التحالفات الجديدة الإقليمية والعالمية، لإعادة هيكلتها في إطار خطتها الإستراتيجية الممتدة حتى 2028، مشيرا إلى أن التحالفات الجديدة ستسهم في توسيع نطاق استثمارات الشركة في قطاعات إستراتيجية تشمل: الرعاية الصحية، التعليم، الصناعة، الزراعة والأغذية، السياحة والفندقة، بما يتسق مع توجهات الشركة نحو إعادة هيكلة محفظتها الاستثمارية وإعادة توجيه السيولة نحو مجالات ذات قيمة مضافة طويلة الأمد.

وأضاف لـ”الاقتصادية: مجلس الإدارة أقر إعادة هيكلة المحفظة الاستثمارية كخطوة مرحلية بعد أن ارتبطت استثمارات سابقة بمرحلة تنموية مضت ولم تعد تحقق تطلعات المساهمين في ظل تسارع المتغيرات الاقتصادية.

الشركة العربية للاستثمار، مملوكة لحكومات 16 دولة عربية وعادةً ما يشارك كل منها في اتخاذ القرار، وتعد أحد أبرز الكيانات الاستثمارية الإقليمية، برأسمال مدفوع يبلغ 917 مليون  دولار، ومحفظة استثمارية تفوق قيمتها 1.2 مليار دولار موزعة على قطاعات متنوعة.

ووفقا لبلومبرغ، كان يتعين على الشركة قبل أكثر من عام الاختيار بين إغلاق الشركة بعد نصف قرن من تأسيسها، أو إعادة هيكلة إستراتيجيتها.

باخريبه الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي العام الماضي، شرع منذ ذلك الحين في إعادة تخصيص معظم هذه الاستثمارات إلى الأسواق الخاصة عبر الاستثمار بالشركات الخاصة غير المدرجة، مع توجيه نحو 40% إلى أسهم الشركات العامة، وجزء آخر إلى استثمارات رأس المال الجريء.

وآنذاك قال باخريبه لـ”بلومبرغ”: “نحن فعلياً في طور التخارج من محفظتنا الاستثمارية بالكامل”، وندرس استثمارات إستراتيجية في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بهدف رفع العوائد إلى 9% مقارنةً بمتوسط 5% تقريباً خلال السنوات الماضية.

ووفقا لما ذكره الرئيس التنفيذي لـ “الاقتصادية” فهذه الخطوة تستهدف بناء محفظة أكثر ديناميكية تتمتع بمرونة عالية للاستجابة للفرص الاستثمارية المستقبلية، وتعيد توجيه السيولة في مجالات قابلة للنمو خلال المرحلة المقبلة.

وأكد باخريبة أن الشركة تستند في قراراتها الاستثمارية إلى معايير صارمة تشمل دراسات جدوى تفصيلية، وتحديد مستويات المخاطر والعوائد المستهدفة. كما تعتمد سياسة واضحة في رأس المال الجريء عبر الدخول في استثمارات مشتركة مع مؤسسات مالية متخصصة، بهدف دعم الشركات الناشئة وتعزيز فرص نجاحها.

ولفت إلى أن التنوع الجغرافي يمثل عنصراً محورياً في الإستراتيجية الجديدة، حيث يتم توزيع الاستثمارات بين أسواق عربية رئيسية، مع التوجه إلى فرص عالمية مختارة، مبيناً أن هذا التوزيع يخضع لمراجعات دورية دقيقة لضمان توافقه مع مستهدفات الخطة الإستراتيجية.

شاركها.