شركة “في جي آندستري”: مساع آسيوية لتعزيز أمن الطاقة لمواجهة المخاطر الجيوسياسية
تسعى معظم دول الاستهلاك خاصة ذات الكثافة السكانية المرتفعة في آسيا إلى تعزيز أمن الطاقة لمواجهة المخاطر الجيوسياسية والأحداث غير المتكررة التي عززت تقلب أسعار النفط الشهر الماضي، بحسب ما ذكره لـ”الاقتصادية”، سيفين شيميل مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية.
شيميل أكد أن تزايد عدد السكان يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة، الأمر الذي يتطلب الحد من مبيعات الوقود المدعوم واستخدام المزيد من الوقود الحيوي.
يأتي ذلك في وقت تخطط فيه إندونيسيا لتخصيص أكثر من 10 ملايين برميل من النفط الخام -نحو عُشر الاستهلاك اليومي العالمي- على مدى العقد المقبل كحاجز ضد صدمات الطاقة.
وتسعى الحكومة -بحسب بيان رسمي- أيضا إلى الحصول على نحو 10 ملايين برميل من البنزين وأكثر من نصف مليون طن من غاز البترول المسال بحلول عام 2035، اعتمادا على قدرتها المالية.
من جانبها، ذكرت وكالة بلاتس للمعلومات النفطية أن قطاع النفط الليبي المحاصر من آخر انتكاساته يواجه ضغوطا واسعة مع إعلان الشركة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي الذي تبلغ طاقته 70 ألف برميل يومياً حتى مع استعادة الإنتاج في 3 حقول شرقية للتخفيف من نقص الوقود.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، إنها أعلنت حالة القوة القاهرة في حقل الفيل الرئيس، الذي يديره مشروع مشترك بين الشركة الحكومية وعملاق الطاقة الإيطالي إيني وأن الإغلاق أدى إلى توقف الإنتاج وتحميل الخام.
إلى ذلك، قال لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون: إن العرض العالمي من الشرق الأوسط لشهر أكتوبر على الأرجح سيكون كافيا مع الأخذ في الحسبان أن مجموعة “أوبك +” تتخلى عن تلميحات بأنها قد تبدأ في تخفيف جزء من تخفيضات الإنتاج في ذلك الشهر.
وفي هذا الإطار، ذكر فولفجانج إلياس مدير شركة “إنرجي فيينا”، أن تباطؤ الاقتصاد والطلب على النفط في الصين يثير المخاوف بشأن الصحة الاقتصادية لأكبر مستورد للنفط في العالم ما يؤثر في سعر النفط الخام.
وأشار إلى أن البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء أظهر أن قطاع التصنيع في الصين شهد تراجعا في أغسطس، مسجلا أدنى مستوى له خلال 6 أشهر.
من ناحيته، قال ألكسندر بوجال مستشار شركة “إنرجي جي بي” الدولية: إن أسواق الطاقة تأمل على نطاق واسع أن يساعد الانخفاض المفاجئ في الصادرات والإنتاج الليبي على تعويض الارتفاع المتوقع في أرقام إنتاج “أوبك +” جزئيًا على الأقل.
وأضاف أن أسواق النفط الخام وجدت نفسها مرة أخرى محاصرة في نطاق متقلب خاصة في ضوء عدم اليقين بشأن قرار أوبك + المقبل بشأن تخفيف قيود خفض الإنتاج.
وفيما يخص الأسعار، تراجع خام برنت اليوم الثلاثاء مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وهو ما زاد المخاوف بشأن الطلب بينما تلقت الأسواق بعض الدعم من تأثير توقف الإنتاج والصادرات من ليبيا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.65 سنتا، أو 2.1 %، إلى 75.87 دولار للبرميل خلال التعاملات.
وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، الذي لم تكن له تسوية أمس الاثنين بسبب عطلة يوم العمال في الولايات المتحدة، 1.06 سنت، أو 1.4 %، إلى 72.49 دولار للبرميل.