شهدت أسهم شركة تسلا ارتفاعًا قياسيًا جديدًا في الأيام الأخيرة، مدفوعةً بالتفاؤل المتزايد بشأن خطط الشركة لإطلاق سيارات الأجرة ذاتية القيادة. هذا الارتفاع في قيمة سيارات تسلا ذاتية القيادة يأتي في وقت تتسارع فيه المنافسة في مجال القيادة الذاتية، حيث يرى خبراء أن تسلا لا تزال متخلفة عن منافستها الرئيسية، Waymo، التي تتمتع بميزة كبيرة في هذا المجال.
ارتفعت أسهم تسلا بنسبة ملحوظة في بورصة ناسداك خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. يأتي هذا الارتفاع بعد إعلان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، عن خطط متسارعة لتطوير ونشر شبكة من سيارات الأجرة ذاتية القيادة. تتوقع الشركة أن تبدأ في تقديم هذه الخدمة في بعض المدن الأمريكية بحلول نهاية العام الحالي.
سيارات تسلا ذاتية القيادة وتحديات المنافسة
يعزو المحللون هذا الارتفاع في أسهم تسلا إلى توقعات المستثمرين بتحقيق إيرادات كبيرة من خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة. يعتقد البعض أن هذا المشروع يمكن أن يغير بشكل جذري نموذج أعمال تسلا، ويحولها من مجرد شركة تصنيع سيارات إلى شركة تكنولوجيا خدمات نقل. ومع ذلك، يرى خبراء الصناعة أن تسلا تواجه تحديات كبيرة في تحقيق هذا الهدف، خاصةً فيما يتعلق بالتكنولوجيا والسلامة.
Waymo: رائدة القيادة الذاتية
تعتبر Waymo، التابعة لشركة Alphabet (الشركة الأم لـ Google)، رائدة في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية. بدأت Waymo في تطوير هذه التكنولوجيا منذ أكثر من عقد من الزمان، وقد قطعت شوطًا طويلاً في اختبار ونشر سياراتها ذاتية القيادة في مناطق محدودة. وفقًا لتقارير الصناعة، تتمتع Waymo ببيانات قيادة ذاتية أكثر بكثير من تسلا، مما يمنحها ميزة كبيرة في تطوير خوارزميات القيادة الذاتية.
تعتمد Waymo على نظام LiDAR متطور، وهو عبارة عن جهاز استشعار يستخدم أشعة الليزر لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة بالسيارة. يعتبر نظام LiDAR أكثر دقة وموثوقية من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الأخرى التي تستخدمها تسلا في نظام القيادة الذاتية الخاص بها. ومع ذلك، فإن نظام LiDAR مكلف للغاية، مما قد يحد من قدرة Waymo على نشر سياراتها ذاتية القيادة على نطاق واسع.
تسلا والاعتماد على الرؤية الحاسوبية
تعتمد تسلا بشكل أساسي على الرؤية الحاسوبية، وهي تقنية تستخدم الكاميرات والخوارزميات لتحليل الصور والفيديوهات. يعتقد إيلون ماسك أن الرؤية الحاسوبية هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتطوير القيادة الذاتية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الرؤية الحاسوبية أقل موثوقية من LiDAR في الظروف الجوية السيئة أو في البيئات المعقدة.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه تسلا تحديات تنظيمية وقانونية كبيرة في نشر سياراتها ذاتية القيادة. تتطلب العديد من الدول والولايات قوانين ولوائح صارمة لضمان سلامة هذه السيارات. تخضع تسلا حاليًا لتحقيقات من قبل الهيئات التنظيمية الأمريكية بسبب مخاوف تتعلق بسلامة نظام القيادة الذاتية الخاص بها. القيادة الذاتية بشكل عام لا تزال قيد التطوير.
في المقابل، حصلت Waymo على تراخيص للتشغيل التجاري لسياراتها ذاتية القيادة في بعض المدن الأمريكية. تتيح هذه التراخيص لـ Waymo تحصيل رسوم من الركاب مقابل خدمات النقل ذاتية القيادة. المركبات ذاتية القيادة تتطلب بنية تحتية متطورة.
تأثير المنافسة على سوق السيارات
تؤثر المنافسة المتزايدة في مجال القيادة الذاتية على سوق السيارات بشكل عام. تسعى العديد من شركات صناعة السيارات إلى تطوير تقنيات القيادة الذاتية الخاصة بها، أو إلى التعاون مع شركات التكنولوجيا المتخصصة في هذا المجال. تتوقع العديد من التقارير أن سوق القيادة الذاتية سيشهد نموًا هائلاً في السنوات القادمة.
يعتقد المحللون أن الشركات التي ستتمكن من تطوير تقنيات قيادة ذاتية آمنة وموثوقة ستكون في وضع جيد للاستفادة من هذا النمو. ومع ذلك، فإن الطريق إلى القيادة الذاتية الكاملة لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات. تكنولوجيا السيارات تتطور بسرعة.
بالإضافة إلى Waymo وتسلا، هناك العديد من الشركات الأخرى التي تعمل على تطوير تقنيات القيادة الذاتية، بما في ذلك Cruise (التابعة لشركة General Motors) و Argo AI (المدعومة من Ford و Volkswagen). تتنافس هذه الشركات على جذب أفضل المواهب والاستثمار في البحث والتطوير.
ومع ذلك، يرى البعض أن تسلا تتمتع بميزة تنافسية فريدة من نوعها، وذلك بفضل شبكة الشحن الواسعة الخاصة بها، وقاعدة عملائها المخلصين، وقدرتها على جمع البيانات من أسطول كبير من السيارات المتصلة. السيارات الكهربائية تلعب دورًا هامًا في هذا المجال.
في الختام، من المتوقع أن تستمر المنافسة في مجال القيادة الذاتية في التزايد في السنوات القادمة. من المقرر أن تعلن تسلا عن مزيد من التفاصيل حول خططها لإطلاق سيارات الأجرة ذاتية القيادة في الأشهر المقبلة. سيكون من المهم مراقبة التقدم الذي تحرزه تسلا و Waymo، بالإضافة إلى الشركات الأخرى العاملة في هذا المجال، لتقييم مستقبل القيادة الذاتية. لا تزال هناك العديد من العقبات التنظيمية والتكنولوجية التي يجب التغلب عليها قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة حقيقة واقعة على نطاق واسع.
