رياح معاكسة في سوق النفط .. هل تؤثر إشارات التباطؤ الاقتصادي في نمو الطلب؟
تعد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين بمثابة رياح معاكسة لأسعار النفط الخام، بحسب ما ذكره لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون.
المحللون أكدوا أن ظهور بعض عمليات الشراء بالدولار الأمريكي – مدعومة بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية – يفرض ضغوطا إضافية على السلعة المقومة بالدولار.
أوضح المحللون أن المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات من الشرق الأوسط، وسط خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة الرئيسة المنتجة للنفط يمكن أن تساعد في الحد من خسائر أسعار الخام.
وذكروا أن حركة أسعار الدولار الأمريكي الضعيفة، وسط تزايد الرهانات على خفض أكبر لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي تبين أنها عوامل رئيسة تعمل بمثابة رياح خلفية لأسعار النفط الخام.
وفي هذا الإطار، قال سيفين شيميل مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية، إن هناك حالة من الافتقار لقناعة صعودية في أعقاب المخاوف بشأن الانكماش الاقتصادي وتباطؤ الطلب في الصين.
وأوضحوا أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة تشير إلى أن أكبر اقتصاد في العالم يتباطأ بشكل أسرع مما كان متوقعا في البداية وهو ما قد يضر بدوره بالطلب على الوقود ويحد من وضع رهانات صعودية قوية حول أسعار النفط.
من جانبه، ذكر فولفجانج إلياس مدير شركة “إنرجي فيينا” الدولية، أن التطورات الجيوسياسية الجديدة المحيطة بالصراعات المستمرة في الشرق الأوسط ستستمر في التأثير في أسعار النفط الخام وبصرف النظر عن هذا فإن تقرير معهد البترول الأمريكي حول مخزون النفط الأمريكي قد يوفر بعض الزخم للسلعة.
من ناحيته، قال ديفيد لديسما مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة “كورت” الدولية، إن تراجع الأسواق المالية العالمية أدى إلى الضغط على النفط ليصل إلى أدنى مستوياته في 7 أشهر.
وقال إن المتداولون يوازنون بين الإشارات المستمرة على التباطؤ الاقتصادي العالمي ونمو الطلب، مشيرا إلى فرار المتداولين من الأصول الخطرة مع تفاقم الانهيار في سوق الأسهم في ظل قلق المتداولين بشأن صحة الاقتصاد العالمي.
إلى ذلك، أبرزت وكالة بلاتس للمعلومات النفطية حفاظ أرامكو السعودية على توقعاتها للطلب على المدى المتوسط والطويل مع استخدام 52% من إنتاج النفط الخام في عمليات التكرير وعمليات المصب الأخرى في الربع الثاني من 2024.
ونقلت بلاتس عن أرامكو تأكيدها أن أسعار النفط الخام ارتفعت في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول بسبب “تخفيف الضغوط التضخمية والنمو الموسمي المتوقع للطلب وانخفاض مخزونات النفط الخام العالمية”.
وأدت تخفيضات إمدادات أوبك + والمخاوف من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يؤثر في الإنتاج من المنطقة إلى دعم الأسعار.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أكثر من دولار اليوم الثلاثاء معوضا خسائر اليوم السابق، إذ تغلبت المخاوف من أن يؤثر تفاقم الصراع في الشرق الأوسط على الإمدادات في القلق من ركود محتمل في الولايات المتحدة قد يضر بالطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وخلال التعاملات، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.25 دولار، أو 1.6 %، إلى 77.55 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.35 دولار، أو 1.9 %، إلى 74.29 دولار.
وأمس الاثنين، هبطت أسعار الخامين القياسيين بنحو 1 % على خلفية هبوط أسواق الأسهم العالمية.