شهدت شركة آبل مغادرة جون جياناندريا، المسؤول التنفيذي البارز الذي تم تعيينه من جوجل، بعد تأجيل إطلاق نسخة جديدة من مساعدها الصوتي “سيري”. تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه آبل ضغوطًا متزايدة بسبب تأخرها في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها الرئيسيين. وقد أعلنت الشركة عن مغادرة جياناندريا في وقت متأخر من يوم الجمعة، دون تقديم تفاصيل حول الأسباب.
يأتي رحيل جياناندريا بعد أقل من ثلاث سنوات من انضمامه إلى آبل في عام 2022، حيث كان يشغل منصب كبير المسؤولين التنفيذيين للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شخصية رئيسية في جهود آبل لتسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصةً بعد النجاح الكبير الذي حققته جوجل في هذا المجال.
تأخر آبل في سباق الذكاء الاصطناعي
تعتبر مغادرة جياناندريا بمثابة انتكاسة لآبل في سعيها للحاق بالركب في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد شهدت الشركة تأخيرات متكررة في إطلاق ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك النسخة المحدثة من “سيري”.
المنافسة الشديدة
تواجه آبل منافسة شرسة من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، مثل جوجل ومايكروسوفت، التي استثمرت بكثافة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. أطلقت جوجل بالفعل العديد من المنتجات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل Bard (الآن Gemini) وميزات الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها.
في المقابل، لم تكشف آبل عن الكثير من التفاصيل حول خططها في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الشركة تعمل على تطوير نماذج لغوية كبيرة خاصة بها، بالإضافة إلى تحسين قدرات “سيري”.
تأجيل إطلاق “سيري” الجديد
كان من المتوقع أن يتم الكشف عن النسخة الجديدة من “سيري” في مؤتمر المطورين السنوي لآبل في شهر يونيو الماضي. ومع ذلك، قررت الشركة تأجيل الإطلاق، مشيرة إلى الحاجة إلى مزيد من الوقت لتحسين الأداء والموثوقية.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن التأجيل يعكس التحديات التي تواجهها آبل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تتنافس مع المنتجات المماثلة من جوجل ومايكروسوفت.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تشير إلى أن آبل تواجه صعوبات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها وبرامجها بطريقة سلسة وفعالة.
تأثير رحيل جياناندريا على مستقبل الذكاء الاصطناعي في آبل
يثير رحيل جياناندريا تساؤلات حول مستقبل جهود آبل في مجال الذكاء الاصطناعي. كان يُنظر إليه على أنه قائد فني يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال، وقد يكون من الصعب العثور على بديل له بنفس الكفاءة.
ومع ذلك، أكدت آبل أنها لا تزال ملتزمة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقالت الشركة في بيان إنها ستواصل الاستثمار في هذا المجال، وأنها واثقة من قدرتها على تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن آبل تعمل على إعادة تنظيم فريق الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وتعيين قادة جدد للإشراف على المشاريع الرئيسية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن مغادرة جياناندريا قد تكون بمثابة اعتراف ضمني من آبل بأنها متخلفة عن منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي.
التركيز على الخصوصية
لطالما أكدت آبل على أهمية الخصوصية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد يكون هذا النهج قد أدى إلى تباطؤ وتيرة الابتكار، حيث أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحترم الخصوصية يتطلب المزيد من الوقت والجهد.
ومع ذلك، يرى البعض أن التركيز على الخصوصية يمكن أن يكون ميزة تنافسية لآبل على المدى الطويل. فقد يفضل المستخدمون المنتجات والخدمات التي تحترم خصوصيتهم، حتى لو كانت أقل تطوراً من المنتجات المماثلة من الشركات الأخرى.
تعتبر تقنيات تعلم الآلة (Machine Learning) جزءًا أساسيًا من تطوير الذكاء الاصطناعي، وتستثمر آبل بشكل كبير في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، والتي يمكن أن تستخدم لإنشاء محتوى جديد، مثل النصوص والصور والموسيقى.
من المتوقع أن تعلن آبل عن المزيد من التفاصيل حول خططها في مجال الذكاء الاصطناعي في الأشهر المقبلة. ومن المرجح أن تركز الشركة على تطوير ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمنتجاتها الحالية، مثل iPhone وiPad وMac.
يبقى من غير الواضح متى ستتمكن آبل من إطلاق نسخة جديدة من “سيري” أو منتجات أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، من الواضح أن الشركة تواجه ضغوطًا متزايدة لتقديم شيء جديد ومبتكر في هذا المجال.
