يسعى جاريد بوش، رئيس قسم الإبداع في ديزني، إلى تحقيق انتظام أكبر في إنتاج استوديوهات ديزني للرسوم المتحركة. ويُعتبر فيلم “زوتوبيا 2” (Zootopia 2) اختبارًا حاسمًا لهذه الجهود، حيث يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لإعادة هيكلة عملية الإنتاج. من المتوقع أن يبدأ عرض الفيلم في دور السينما في عام 2025.

أعلنت شركة ديزني عن خطط لإنتاج جزء ثانٍ من فيلم “زوتوبيا” الناجح في شهر نوفمبر الماضي، بعد سنوات من التكهنات حول إمكانية عودة الشخصيات المحبوبة. يأتي هذا الإعلان في وقت تسعى فيه ديزني إلى تعزيز مكانتها في سوق أفلام الرسوم المتحركة، خاصةً بعد بعض التحديات التي واجهتها في السنوات الأخيرة. يهدف المشروع إلى استعادة الزخم الذي حققته الشركة في هذا المجال.

تحديات الإنتاج و “زوتوبيا 2” كمؤشر للنجاح

واجهت ديزني صعوبات في الحفاظ على وتيرة إنتاج ثابتة لأفلام الرسوم المتحركة عالية الجودة. وفقًا لتقارير الصناعة، تأثرت بعض المشاريع بتأخيرات بسبب جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تحديات إبداعية ولوجستية. يهدف جاريد بوش إلى معالجة هذه المشكلات من خلال تبسيط العمليات وتحسين التنسيق بين الفرق المختلفة.

إعادة هيكلة عملية الإنتاج

تشمل جهود بوش إعادة تقييم الجدول الزمني للإنتاج وتخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية. يهدف هذا النهج إلى تقليل الاعتماد على المواعيد النهائية الضيقة وتوفير المزيد من الوقت للفنانين والمبدعين لصقل أعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، تركز الشركة على تطوير أدوات وتقنيات جديدة لتبسيط عملية الرسوم المتحركة.

أهمية “زوتوبيا 2”

يعتبر “زوتوبيا 2” بمثابة حالة اختبار حاسمة لهذه التغييرات. نجاح الفيلم في الالتزام بالجدول الزمني المحدد وتقديم جودة عالية سيكون مؤشرًا على فعالية الاستراتيجية الجديدة. كما أن أداء الفيلم في شباك التذاكر سيكون له تأثير كبير على قرارات ديزني المستقبلية بشأن مشاريع الرسوم المتحركة الأخرى.

الفيلم الأصلي “زوتوبيا” الذي صدر عام 2016، حقق نجاحًا نقديًا وتجاريًا كبيرًا، حيث حقق أكثر من مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. أشاد النقاد بالفيلم لقصته الذكية ورسوماته المذهلة وشخصياته الجذابة. يضع هذا النجاح توقعات عالية للجزء الثاني.

بالإضافة إلى “زوتوبيا 2″، تعمل ديزني على عدد من المشاريع الأخرى، بما في ذلك أفلام جديدة من سلسلة “Frozen” و “Moana”. تعتبر هذه الأفلام جزءًا من خطة ديزني الأوسع نطاقًا للاستفادة من علاماتها التجارية القوية وجذب جمهور واسع. تتضمن هذه الخطط أيضًا استكشاف قصص جديدة ومبتكرة.

ومع ذلك، يواجه قطاع الرسوم المتحركة منافسة متزايدة من شركات أخرى مثل DreamWorks Animation و Illumination Entertainment. تسعى هذه الشركات أيضًا إلى إنتاج أفلام عالية الجودة وجذب الجمهور. لذلك، من المهم بالنسبة لديزني أن تظل مبتكرة وتنافسية للحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق.

يركز جاريد بوش أيضًا على تعزيز التنوع والشمول في أفلام ديزني. يهدف هذا الجهد إلى ضمان أن تعكس أفلام الشركة تجارب وخلفيات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى ديزني إلى تمكين المزيد من المبدعين من خلفيات متنوعة للمشاركة في عملية الإنتاج. هذه الخطوات تتماشى مع التزام ديزني بالمسؤولية الاجتماعية.

في سياق متصل، تشهد صناعة الترفيه تحولًا كبيرًا بسبب صعود خدمات البث المباشر. تستثمر ديزني بكثافة في منصة Disney+ لجذب المشتركين وتقديم محتوى حصري. يؤثر هذا التحول على طريقة إنتاج وتوزيع أفلام الرسوم المتحركة، حيث أصبح من المهم تقديم محتوى جذاب ومناسب لمختلف المنصات. تعتبر أفلام مثل “زوتوبيا 2” جزءًا من هذه الاستراتيجية.

بالإضافة إلى ذلك، تولي ديزني اهتمامًا كبيرًا بتسويق أفلامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرقمية الأخرى. تهدف هذه الجهود إلى الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة الوعي بأفلامها. تستخدم الشركة أيضًا تقنيات جديدة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتعزيز تجربة المشاهدة.

في المقابل، يراقب المحللون عن كثب تأثير هذه التغييرات على أداء ديزني المالي. تشير التقديرات الأولية إلى أن استراتيجية ديزني الجديدة قد تؤدي إلى تحسين الكفاءة وزيادة الأرباح على المدى الطويل. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والتحديات التي يجب معالجتها.

الخطوة التالية المتوقعة هي إطلاق أول مقطع دعائي لفيلم “زوتوبيا 2” في الأشهر المقبلة، مما سيوفر نظرة أولى على القصة والشخصيات. سيراقب الجمهور والمحللون عن كثب ردود الفعل على المقطع الدعائي لتقييم إمكانات الفيلم. من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كان “زوتوبيا 2” سيحقق نفس النجاح الذي حققه الفيلم الأصلي، ولكن من الواضح أنه يمثل اختبارًا مهمًا لجهود جاريد بوش لإعادة تنظيم استوديوهات ديزني للرسوم المتحركة.

شاركها.