تستعد “تويوتا” لعام حافل بالتحديات، إذ حذرت صانعة السيارات اليابانية من تراجع الأرباح بينما تسارع الشركات المصنعة العالمية إلى حماية نفسها من الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
قالت الشركة الخميس إنها تتوقع أن يبلغ الربح التشغيلي 3.8 تريليون ين (26 مليار دولار) خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس 2026، ما يُعد أقل من توقعات المحللين عند 4.7 تريليون ين، مقابل 4.8 تريليون ين في العام الماضي، والمستوى القياسي عند 5.35 تريليون ين الذي حققته الشركة خلال العام المالي 2024، والذي يُعد أعلى مستوى تحققه شركة يابانية على الإطلاق.
تأتي التوقعات المتحفظة بعد ختام باهت للعام المالي الماضي، حيث ارتفعت الأرباح 0.3% إلى 1.1 تريليون ين (1.3 مليار دولار) خلال الربع الرابع، بفضل التعافي المطرد للمبيعات في الولايات المتحدة واليابان والصين.
وأشارت “تويوتا” إلى أنها أخذت في اعتبارها مبدئياً أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى تراجع الأرباح 180 مليار ين خلال أبريل ومايو. وتنضم بذلك إلى عدد متزايد من صانعي السيارات، وتجارها، وموردي قطع الغيار الذين تأثروا سلبياً باستراتيجية ترمب التجارية المتقلبة.
تداعيات الرسوم على القطاع مستمرة
خفف ترمب الأسبوع الماضي الضغط على القطاع إلى حدٍ ما، إذ وقع أمراً تنفيذياً بإعفاء السيارات المستوردة من رسوم جمركية منفصلة فرضها على الألمنيوم والصلب، فضلاً عن قرار آخر يسمح لصانعي السيارات الذي ينتجون ويبيعون السيارة مكتملة الصنع في الولايات المتحدة بطلب تعويض ما يصل إلى 3.75% من قيمة السيارات المصنعة في أميركا، ما يمثل إعفاءً مؤقتاً من تعريفات جمركية بنسبة 25% فُرضت على قطع الغيار المستوردة ودخلت حيز التنفيذ في الثالث من مايو.
رغم أن التحولات في السياسات أربكت خطط الاستثمار لدى عديد من الشركات، أكدت “تويوتا” أنها ستلتزم بمسار تحقيق أهدافها فيما يتعلق بعملياتها في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، دفعت تبعات الرسوم الجمركية “نيسان” إلى تعليق طلبيات أميركية لسيارات الدفع الرباعي المصنعة في المكسيك، بينما تعتزم “هوندا” على نقل إنتاج الإصدار الهجين من طراز “سيفيك” من اليابان إلى الولايات المتحدة، فيما ستلجأ “مازدا” إلى إجراء مؤقت يتمثل في وقف تصدير أحد طرزها الذي يُصنّع في الولايات المتحدة إلى كندا.
انتعاش المبيعات في السوق الأمريكية
تُعد الولايات المتحدة السوق الرئيسية لخمس من كبرى شركات صنع السيارات اليابانية، وشكلت العام الماضي نحو 23% من المبيعات العالمية لـ”تويوتا”، و28% لـ”نيسان”، و71% لـ”سوبارو”، بحسب “بلومبرغ إنتليجنس”، ومثلت السيارات المستوردة نحو نصف 5.9 مليون وحدة تقريباً باعتها الشركات اليابانية في الولايات المتحدة العام الماضي.
شهدت كبرى شركات صنع السيارات اليابانية، بما فيها “تويوتا” ارتفاع المبيعات في الولايات المتحدة خلال مارس، إذ سارع العملاء إلى إتمام عمليات الشراء قبل بدء سريان الرسوم الجمركية واحتمال ارتفاع أسعار السيارات آلاف الدولارات.
إضافةً إلى تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على “تويوتا”، يقيّم المستثمرون محاولة رئيس الشركة أكيو تويودا الاستحواذ على وحدة “تويوتا إندستريز” لإنتاج آلات النسيج وقطع غيار السيارات، وقيّم الوحدة في عرضه عند 6 تريليونات ين، ما سيجعل الصفقة إحدى أكبر الاستحواذات على الإطلاق على مستوى العالم.
