أعلنت شركة النفط البريطانية “بي بي” (BP) عن تعيين ميغ أونيل، الرئيسة التنفيذية لشركة “وودسايد إنرجي” الأسترالية، في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، خلفًا لموراي أوكينكلوس الذي سيغادر منصبه بعد أقل من عامين. يأتي هذا التغيير القيادي في وقت تشهد فيه صناعة الطاقة تحولات كبيرة، وتسعى فيه “بي بي” إلى تنفيذ استراتيجيتها الطموحة في مجال التحول للطاقة المتجددة. من المتوقع أن تتولى أونيل مهامها رسميًا في أول فبراير 2024.

يحدث هذا التغيير بعد فترة قصيرة من إعلان “بي بي” عن نتائجها المالية للربع الثالث من عام 2023، والتي أظهرت انخفاضًا في الأرباح. ويأتي قرار مغادرة أوكينكلوس بشكل مفاجئ، بعد فترة تولى فيها قيادة الشركة في ظل تحديات سوقية وتقلبات أسعار النفط العالمية.

ميغ أونيل تقود “بي بي” في مرحلة تحول الطاقة

تعتبر ميغ أونيل، البالغة من العمر 57 عامًا، من القيادات البارزة في قطاع الطاقة العالمي. قبل توليها منصب الرئيس التنفيذي لشركة “وودسايد إنرجي” في أبريل 2021، شغلت مناصب قيادية في شركات “بي بي” نفسها وشركة “إكسون موبيل”. تتمتع أونيل بخبرة واسعة في مجالات الاستكشاف والإنتاج، بالإضافة إلى معرفة عميقة باستراتيجيات التحول في قطاع الطاقة.

مسيرة ميغ أونيل المهنية

بدأت أونيل مسيرتها المهنية في مجال الهندسة، وحصلت على شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة. انضمت إلى “بي بي” في عام 1994 وعملت في مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك الإدارة والمشاريع في مناطق مختلفة حول العالم. لاحقًا انتقلت إلى “إكسون موبيل” ثم عادت لقيادة “وودسايد إنرجي”.

أثناء فترة قيادتها لـ “وودسايد إنرجي”، ركزت أونيل على تعزيز كفاءة العمليات وزيادة الإنتاج، مع التركيز على المشاريع الرئيسية في أستراليا وغرب أفريقيا. كما أشرفت على جهود الشركة في مجال الطاقة المستدامة، بما في ذلك مشاريع الهيدروجين والطاقة المتجددة الأخرى.

بالنسبة لموراي أوكينكلوس، فقد شغل منصب الرئيس التنفيذي لـ “بي بي” في فبراير 2023 بعد تقاعد برنارد لوني. وقادت الشركة خلال فترة شهدت تحولات كبيرة في استراتيجية الطاقة، بما في ذلك التوسع في مجال الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. لكن القرار، وفقًا لبيان الشركة، جاء بسبب اختلاف في وجهات النظر حول سرعة ونهج التحول.

يأتي هذا التغيير في قيادة “بي بي” في وقت تواجه فيه الشركات النفطية الكبرى ضغوطًا متزايدة من المستثمرين والحكومات لتبني ممارسات أكثر استدامة. تسعى “بي بي” إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وتستثمر بشكل كبير في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة إلى تطوير موارد جديدة للنفط والغاز، مع التركيز على المشاريع منخفضة الكربون. تعتبر هذه الاستراتيجية بمثابة توازن بين تلبية الطلب الحالي على الطاقة والاستعداد للمستقبل الذي يشهد تحولًا نحو مصادر الطاقة النظيفة.

يعتبر تعيين أونيل خطوة مهمة نحو تنفيذ هذه الاستراتيجية. فبفضل خبرتها الواسعة في كلا من صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة، يُعتقد أنها قادرة على قيادة “بي بي” خلال هذه المرحلة الحرجة.

وفي سياق التطورات الإقليمية، تشهد منطقة الشرق الأوسط اهتمامًا متزايدًا بمشاريع الطاقة المتجددة. دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تستثمر بشكل كبير في هذه المشاريع كجزء من رؤيتها لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

كما أعلنت العديد من الدول عن أهداف طموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني. وهذا ما يزيد من أهمية خبرة أونيل في مجال الاستثمار في الطاقة، حيث يمكن أن تساهم في تطوير مشاريع مماثلة في مناطق مختلفة حول العالم.

من المتوقع أن يؤثر هذا التغيير القيادي على استراتيجية الشركة على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بمشاريع الطاقة المتجددة والاستثمارات في التقنيات الجديدة. سيراقب المحللون عن كثب القرارات التي ستتخذها أونيل في المستقبل، لتقييم مدى التزام “بي بي” بتحقيق أهدافها في مجال الاستدامة.

الخطوة التالية المتوقعة هي إعلان “بي بي” عن تفاصيل خططها لتسليم مهام أونيل في “وودسايد إنرجي” وتحديد موعد بدء عملها رسميًا في منصب الرئيس التنفيذي. سيظل أداء الشركة في ظل القيادة الجديدة، وقدرتها على تحقيق أهدافها المالية والبيئية، محل اهتمام كبير في الأسابيع والأشهر القادمة. تعتبر هذه الفترة بمثابة اختبار حقيقي لرؤية “بي بي” المستقبلية في عالم الطاقة المتغير.

شاركها.