أعلن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي اليوم عن طرح مناقصة جديدة للأذونات النقدية بقيمة إجمالية تصل إلى 13.1 مليار درهم. المناقصة، المقرر إجراؤها في 30 سبتمبر 2024، تستهدف مجموعة من آجال الاستحقاق المختلفة، مما يوفر للمستثمرين خيارات متنوعة للاستثمار في أدوات الدين الحكومية. هذه الخطوة تأتي ضمن إطار سياسة المصرف المركزي لإدارة السيولة النقدية في السوق والأذونات النقدية.

سيتم تخصيص الإصدارات الأربعة للأذونات النقدية في 2 أكتوبر 2024، وتستحق على التوالي في 30 أكتوبر 2024، و11 ديسمبر 2024، و8 يناير 2025، و25 يونيو 2025. وتشمل المبالغ المقترحة لكل إصدار 3.6 مليار درهم للإصدار الأقصر أجلاً، و1.5 مليار درهم للإصدار متوسط الأجل، و2.5 مليار درهم، وأخيراً 6.5 مليار درهم للإصدار الأطول أجلاً. تعتبر هذه المناقصة جزءًا من برنامج أوسع لإصدار الأوراق المالية الحكومية.

أهمية طرح الأذونات النقدية ودورها في الاقتصاد الإماراتي

يعتبر إصدار الأذونات النقدية أداة رئيسية في يد المصرف المركزي للتحكم في عرض النقود في الاقتصاد. تهدف هذه الأذونات إلى استيعاب السيولة الفائضة في النظام المصرفي، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على استقرار الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الأوراق المالية وسيلة آمنة وفعالة للمستثمرين، سواء كانوا بنوكًا أو مؤسسات مالية أو أفرادًا، لتنويع محافظهم الاستثمارية.

الآثار المحتملة على أسعار الفائدة

من المتوقع أن يؤثر طرح هذه الأذونات النقدية على أسعار الفائدة قصيرة الأجل في السوق. عندما يمتص المصرف المركزي السيولة الزائدة، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع طفيف في أسعار الفائدة، مما يساعد على تهدئة الضغوط التضخمية. ومع ذلك، فإن تأثير هذه المناقصة على أسعار الفائدة الأوسع سيكون محدودًا، ويعتمد بشكل كبير على الظروف الاقتصادية العامة.

مشاركة المستثمرين وتوقعات السوق

تشير البيانات إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين بالأذونات النقدية الصادرة عن مصرف الإمارات المركزي، ويعزى ذلك إلى الثقة في الاقتصاد الإماراتي واستقرار العملة. من المرجح أن تشهد هذه المناقصة إقبالًا كبيرًا، خاصة من البنوك المحلية التي تبحث عن فرص استثمارية آمنة. سندات الخزانة تعتبر خيارًا مفضلًا نظرًا لضمانها الحكومي.

تأتي هذه المناقصة في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإماراتي نموًا مستدامًا، مدفوعًا بالقطاعات غير النفطية مثل السياحة والتكنولوجيا والخدمات المالية. حسب تقارير وزارة المالية، يُتوقع أن يستمر هذا النمو في الأشهر القادمة. يساهم إصدار الأذونات النقدية في دعم هذا النمو من خلال توفير التمويل اللازم للمشاريع الحكومية المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى أن مصرف الإمارات المركزي يطرح عادةً حوالي 26 مناقصة للأذونات النقدية على مدار العام. هذه المناقصات المنتظمة تساعد على إدارة السيولة النقدية بشكل فعال وتلبية احتياجات التمويل الحكومي. الاستثمار في الأوراق المالية الحكومية يعتبر جزءًا من استراتيجية إدارة المخاطر لدى العديد من المؤسسات المالية.

بالإضافة إلى الأذونات النقدية، يصدر المصرف المركزي أيضًا سندات حكومية بآجال استحقاق أطول. تستهدف هذه السندات مجموعة أوسع من المستثمرين، بما في ذلك الصناديق السيادية والمؤسسات الاستثمارية الأجنبية. تعتبر السندات الحكومية أداة مهمة لتنويع مصادر التمويل الحكومي وتقليل الاعتماد على النفط.

يُذكر أن آلية الاشتراك في هذه المناقصة متاحة للبنوك والمؤسسات المالية المعتمدة لدى المصرف المركزي. يتم تقديم العروض من خلال نظام إلكتروني آمن، ويتم تخصيص الأذونات النقدية بناءً على أسعار الفائدة التي يقدمها المشاركون. يحرص المصرف المركزي على ضمان الشفافية والعدالة في عملية التخصيص.

من المتوقع أن يعلن المصرف المركزي عن نتائج المناقصة في اليوم التالي لتقديم العروض. ستوفر هذه النتائج معلومات قيمة حول مستوى الطلب على الأذونات النقدية وتوقعات السوق بشأن أسعار الفائدة. وسيتابع المستثعون هذه النتائج عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

في الختام، تمثل مناقصة الأذونات النقدية التي أعلن عنها مصرف الإمارات المركزي اليوم خطوة هامة في إدارة السيولة النقدية ودعم النمو الاقتصادي. سيراقب السوق عن كثب نتائج هذه المناقصة ومناقصات الأذونات النقدية المستقبلية لتقييم تأثيرها على أسعار الفائدة والظروف الاقتصادية العامة. تاريخ الاستحقاق القادم هو 30 أكتوبر 2024، وهو موعد يجب على المستثمرين تذكره.

شاركها.