كانت الرياضات الإلكترونية في البداية مجرد هواية تجمع اللاعبين من مختلف الأعمار للاستمتاع بالألعاب والترفيه، لكنها تحولت سريعا مع تزايد الاهتمام الحكومي والاستثماري بهذا المجال إلى صناعة ذات تأثير اقتصادي كبير وجاذبية واسعة في مختلف مناطق العالم.

تعد إفريقيا إحدى الأسواق التي سجلت طفرة كبيرة في سوق الألعاب الإلكترونية، بتحقيق 1.8 مليار دولار في 2024، لتسجل بذلك معدل نمو بلغ 12% مقارنة بعام 2023، ما جعلها تتجاوز المتوسط العالمي المقدر بـ 2% بنحو ستة أضعاف، وفقا لتقرير “Carry1st”، في أداء مثير وغير متوقع نظرا للصورة النمطية السائدة عن القارة.

يقدر حجم سوق الألعاب في إفريقيا بنحو 2.1 مليار دولار، مع توقعات بأن يصل إلى 3.7 مليار دولار بحلول عام 2029، ما يمثل معدل نمو سنوي مركب قدره 11.6% خلال هذه الفترة (2024-2029).


77 % من سكان إفريقيا دون 35 عاما


نمو هذه السوق مدعوم بالكتلة الديموغرافية الشابة في القارة، فنسبة 77% من سكان الدول الإفريقية دون 35 عاما. فيما يتوقع أن تسجل الفئة العمرية أقل من 24 عاما زيادة بنحو 50 % بحلول 2050، بذلك تكون إفريقيا واحدة من المناطق الأكثر شبابا في العالم.

كما تعززت السوق من ناحية أخرى، بالانتشار السريع للهواتف المحمولة في إفريقيا منذ 2019، ففي منطقة جنوب الصحراء الكبرى مثلا تضاعف العدد تقريبا، وفقا لرابطة GSMA، حيث انتقل من 272 مليون هاتف قبل خمس سنوات إلى 475 مليونا عام 2025.


الجيل الخامس يوسع قاعدة اللاعبين


أثرت الزيادة المستمرة في الحصة الإجمالية لمستخدمي الإنترنت في القارة بدورها في نمو هذه السوق؛ فنسبة الانتشار تتعدى 40 %، وقد تعززت بشبكات ذات التردد العالي؛ الجيل الرابع (4G) والجيل الخامس (5G).

وسع ذلك من قاعدة اللاعبين، فخلال عام 2024 فقط التحق 32 مليون لاعب جديد، ليصبح إجمالي اللاعبين في ربوع إفريقيا 349 مليون لاعب، منهم 304 ملايين لاعب يستخدمون الهواتف المحمولة، ما يمثل نحو 87 % من إجمالي هذه السوق في القارة.


مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا على رأس القائمة


تحولت الألعاب الإلكترونية في إفريقيا من سوق ناشئة إلى سوق ذات بريق، بفضل ثورة هادئة تقودها ثلاث دول، تحولت إلى مراكز للاستثمار في هذه الصناعة، تتقدمها مصر بعائدات بلغت 368 مليون دولار، متبوعة بنيجيريا بـ 300 مليون دولار ثم جنوب إفريقيا بـ 278 مليون دولار.

قائمة يرتقب أن تكبر قريبا، بالتحاق دول مثل النيجر وكينيا وإثيوبيا والمغرب لديها معدلات نمو متسارعة، كل حسب شروطها الخاصة، رغم تواضع أحجام أسواق الألعاب الإلكترونية في بعض هذه الدول.

سوق الألعاب الإلكترونية مثال آخر لصناعة رائجة استطاعت إفريقيا أن تخرجها من عباءة هيمنة الدول الكبرى، بتسجيل دولها الريادة رغم ضعف الإمكانات والقدرات، مقارنة بمن يقودون سباق التنافس التكنولوجي.

شاركها.