ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، مدفوعة بشراء المستثمرين المستفيدين من التراجع الذي شهدته الأسعار في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع في ظل ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية الهامة، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات حول مستقبل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. يشهد السوق حالياً تقلبات بسبب حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة وتأثيرها على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تراجع توقعات خفض الفائدة يدعم الدولار ويضغط على أسعار الذهب
سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 2,608.18 دولاراً للأونصة مع بداية التداول، بعد أن هوى إلى أدنى مستوى له منذ 20 سبتمبر في اليوم السابق. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 2,614.10 دولاراً. ويرجع هذا التحرك بشكل أساسي إلى عمليات الشراء بعد الانخفاض، إضافة إلى قوة الدولار الأمريكي.
أوضح كيلفين وونغ، كبير المحللين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “أواندا”، أن انخفاض أسعار الذهب كان متأثراً بشكل كبير بقوة الدولار، بالتزامن مع توقعات بسياسات نقدية أكثر تشدداً قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيف وتيرة خفض أسعار الفائدة.
توقعات السوق وتأثيرها على الذهب
تشير أداة “فيد واتش” التابعة لمجموعة CME إلى أن احتمالية خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع شهر ديسمبر قد انخفضت إلى 60.3%، مقارنة بـ 77.3% قبل أسبوع. يعكس هذا التراجع مخاوف المستثمرين بشأن استمرار التضخم، مما قد يدفع الفيدرالي إلى تأجيل أي تحركات نحو تخفيف السياسة النقدية.
عادةً ما يُعتبر الذهب وسيلة للتحوط ضد التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبيته الاستثمارية نسبياً، حيث لا يوفر عائداً مباشراً للمستثمرين. لذلك، فإن أي إشارة إلى أن الفيدرالي قد يتباطأ في خفض الفائدة يؤثر سلباً على الطلب على الذهب.
بيانات التضخم الأمريكية في صدارة الأحداث
تحول تركيز المستثمرين الآن نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكية، المقرر الإعلان عنها في الساعة 1330 بتوقيت غرينتش. تعتبر هذه البيانات ذات أهمية بالغة لأنها توفر مقياساً رئيسياً لمستوى التضخم في أكبر اقتصاد في العالم. وتشمل البيانات الاقتصادية الأخرى المقرر صدورها هذا الأسبوع مؤشر أسعار المنتجين (PPI)، وبيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، وبيانات مبيعات التجزئة.
أضاف وونغ: “إذا أظهرت أرقام مؤشر أسعار المستهلك والمنتجين أن التضخم لا يزال تحت السيطرة إلى حد كبير، فقد يشهد سعر الذهب ارتفاعاً ملحوظاً نحو مستوى 2,650 دولاراً”.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وأعضاء آخرين في البنك المركزي الأمريكي للحصول على مزيد من الأدلة حول توجهات السياسة النقدية. فقد صرح مسؤولان في الفيدرالي يوم أمس بأن السياسة النقدية الحالية لا تزال تمثل تحدياً أمام سوق العمل القوي، كما أن التضخم لا يزال أعلى من الهدف المحدد عند 2%.
وبالنسبة للمعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 30.91 دولاراً للأونصة، بعد أن سجل أدنى مستوى له في شهر خلال الجلسة السابقة. كما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 952.80 دولاراً، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى 951.13 دولاراً.
من المتوقع أن تستمر حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة والتضخم في التأثير على أسعار الذهب والمعادن الثمينة الأخرى على المدى القصير. سيراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة وتصريحات مسؤولي الفيدرالي لتقييم المخاطر واتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
