أعلن المستثمر البريطاني مات ميلر، الشريك السابق في سيكويا كابيتال، تأسيس شركة إيفانتيك كابيتال برأسمال أولي يتجاوز 400 مليون دولار، في خطوة تهدف إلى إعادة ابتكار نموذج الاستثمار المغامر بعيدا عن الصيغ التقليدية.

المشروع الجديد يختلف عن الصناديق المعتادة بفضل هيكلته غير التقليدية؛ إذ استقطب ميلر شبكة تضم أكثر من 135 مديرا تنفيذيا ومستثمرا بارزا في قطاع التكنولوجيا، أطلق عليهم لقب “الأساطير”. هؤلاء سيسهمون بخبراتهم العملية في دعم الشركات الناشئة بمجالات النمو والمبيعات والتسويق، مقابل حصولهم على جزء من العوائد والرسوم التي عادة ما تذهب للشركاء المحدودين.

وقال ميلر في أول مقابلة عن شركته الجديدة: “إنه نموذج لا تستطيع الشركات التقليدية تقليده. نحن نمنح الشركات الناشئة ميزة تنافسية حقيقية عبر خبراء يعرفون تمامًا ما يفعلونه.”

حتى الآن، استثمرت إيفانتيك في 5 شركات ناشئة، من بينها “لافبول” السويدية و”n8n” الألمانية في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى “نيكسيوس للذكاء الاصطناعي” ومنصات ناشئة أخرى في الأمن المؤسسي والبرمجيات. ويؤكد ميلر أن الصندوق سيركز على دعم “رواد الذكاء الاصطناعي” في أوروبا والولايات المتحدة.

ويأتي إطلاق الصندوق في وقت يشهد فيه قطاع رأس المال المغامر تحولات كبرى؛ إذ تراجعت الصفقات خارج نطاق الذكاء الاصطناعي، بينما اتجهت بعض الصناديق العملاقة إلى توسيع نشاطها في مجالات أخرى مثل إدارة الثروات. ومع ذلك، أظهرت بيانات حديثة أن الصناديق الأوروبية سجلت عوائد أفضل من نظيراتها الأمريكية منذ 2022، وإن كانت تواجه صعوبة في منافسة وتيرة الصفقات في وادي السيليكون.

اللافت أن من بين المستثمرين في إيفانتيك شركة سيكويا كابيتال نفسها، التي غادرها ميلر أخيرا بعد خلافات في مجلس إدارة شركة كلارنا. ويرى محللون أن خطوة ميلر تبرز موجة أوسع يغادر فيها شركاء مخضرمون من الشركات العريقة لتأسيس صناديق جديدة بآليات أكثر مرونة، في ظل سباق عالمي محموم للاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة.

شاركها.