اقتصاد

“S&P Global” للعربية: الاقتصاد الصيني يحتاج للنمو بقوة في النصف الثاني

قال رئيس قسم آسيا والطلب العالمي في “S&P Global” في كانغ وو، في مقابلة مع “مستقبل الطاقة” على قناة العربية، إن الصين في طور التعافي بعد فتح الاقتصاد والذي تم إغلاقه بشكل جزئي بسبب تفشي فيروس كورونا العام الماضي.

“وقد عاد كل شيء إلى طبيعته لكن الأمر الرئيسي هو التوقعات، فحين تتوقع السوق أن تتعافى الصين بوتيرة معينة ستكون السوق متفائلة حين تتفوق الصين على هذه الوتيرة. وستكون السوق متشائمة إذا فشلت الصين بالتفوق عليها بالتالي، الحقيقة هي أن الصين تتعافى على صعيد اقتصادها وقطاعها للطاقة وعلى صعيد طلبها النفطي”، بحسب وو.

وتابع: “الاقتصاد الصيني يتعافى حاليا بوتيرة جيدة، ولكن أقل من توقعات الكثير من المحللين والأسواق التي أطلقوها مطلع العام، فبعد بيانات الربع الأول جاءت معدلات أبريل/نيسان ومايو/أيار وحتى مطلع يونيو/حزيران أقل مما كانت عليه في إشارة إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني”.

وأشار وو إلى أن نسبة النمو الرسمية في البلاد خلال الربع الأول بلغت 4.5% ولكنه أشار إلى أن S&P Global Commodity Insights تتوقع أن يبلغ نسبة نمو الناتج المحلي نحو 5.5% مما يعني أن على الاقتصاد الصيني أن يسجل نسب نمو تضاهي نسبة 4.5% فيما تبقى من العام وهذا يشمل أيضا الربع الثاني.

وأضاف: “لدى الطلب على النفط سلوك مختلف بعض الشيء، ففي العام الماضي عندما نما اقتصاد الصين بـ 3%، وهي أدنى نسبة نمو في سنوات طويلة، رأينا أن الطلب على النفط انخفض بنحو نصف مليون برميل يوميا. وهذا ليس تباطؤا بل انخفاضا، بالتالي فإن نمو الطلب الصيني على النفط هذا العام أعلى من المتوقع بسبب الانخفاض الكبير”.

وأوضح أن “S&P Global” تتوقع نمو الطلب الصيني هذا العام ما بين 900 ألف إلى مليون برميل يوميا، وأن نصف هذا الرقم هو تعويض عن انخفاض العام الماضي فقط.

وأشار إلى أن وقود الطائرات يسجل أداء أفضل من كل أنواع الوقود الأخرى في الصين وحتى في العالم بأسره. ويأتي البنزين في المرتبة الثانية بشكل عام، حيث إن عودة التنقل وقيادة السيارات وموسم العطلات كلها دعمت الطلب على وقود الطائرات، كما أنها دعمت أداء الطلب على البنزين.

أما زيت الغاز والمنتجات الأخرى المرتبطة بالنشاط الاقتصادي العام، وتحديدا بالنشاط الصناعي والإنشاءات إضافة إلى انفاق الناس فهذه المنطقة تعد مصدرا للقلق. وهذا هو السبب الذي يدفع السلطات الصينية اليوم إلى النظر في اطلاق حزم تحفيزية جديدة لدعم الاقتصاد بشكل عام.

“الطلب على البنزين سيعود أعلى بقليل من مستوى 2019 أي مستوى ما قبل جائحة كورونا. أما الطلب على الديزل نهاية هذا العام سيبقى أقل من مستوى عام 2019. لكن بالرغم من ذلك، ما زلنا نرى أن الصين لديها مساحة لتنمو بطلبها على الديزل لبضع سنوات أخرى حيث نتوقع أن الديزل سيعود لمستوى 2019 بحلول عام 2024، لكن بعد ذلك لن يكون للديزل مساحة كبيرة للنمو لربما يصل ذروته عام 2025. أما الطلب الصيني على البنزين فسيستمر بالنمو لفترة أطول بقليل.

أما عالميا، تتوقع الشركة أن الطلب على النفط هذا العام والعام المقبل ستقوده منطقة آسيا والتي ستمثل نحو 70% من الـ 2 مليون برميل يوميا من النمو التي سيحققها الطلب العالمي هذا العام.

وأضاف وو، أن هذا النمو البالغ 2 مليون برميل يوميا هذا العام سينخفض قليلا العام المقبل إلى 1.9 مليون برميل يوميا. كما أن حصة آسيا من هذا النمو ستنخفض قليلا حيث أن النمو الاقتصادي العالمي سيتحسن العام المقبل. بينما سيتحسن الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بشكل بسيط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى