هل يتأثر مستقبل منتدى غاز شرق المتوسط بالحرب على غزة وتداعياتها؟
12:00 م
الخميس 09 نوفمبر 2023
كتب- أحمد والي:
استبعد خبراء بترول أن يتأثر عمل منتدى غاز شرق المتوسط، بأحداث العمليات العسكرية والحرب الدائرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة في قطاع غزة، مشيرين إلى أن التوترات السياسية ليس لها تأثير على المنتدى القائم على المصالح المشتركة بين أعضائه في المنطقة.
وتجاوزت فترة الحرب الإسرائيلية على غزة مدة الشهر وسط توترات سياسية بين إسرائيل والأردن ومصر أعضاء المنتدى، إلى جانب فلسطين، بسبب استمرار العمليات العسكرية دون توقف وحصار قطاع غزة، وهو ما يدفع بشأن مستقبل التعاون بين أعضاء منتدى شرق المتوسط في ظل هذه الحرب والتوترات.
هل يتعرض المنتدى للانهيار؟
استبعد مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن يتأثر التعاون في منتدى غاز شرق المتوسط بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتداعياتها من توترات سياسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية الأعضاء
وقال مدحت يوسف لمصراوي، إن “منتدى غاز شرق المتوسط هو تحالف إقليمي يهدف إلى تحقيق مصالح مشتركة لأعضائه وبالتالي فإن الأمور السياسية لا تأثير لها على الإطلاق”.
ويتفق الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، مع يوسف، على استبعاد أي تأثير لأحداث سياسية أو عسكرية على مستقبل منتدى شرق المتوسط واستمرار التعاون من خلاله بين أعضائه.
وقال القليوبي لمصراوي: “مثل تلك الاتفاقيات تهدف لتحقيق مصالح الدول الأعضاء، ولا تتدخل الأمور السياسية في تلك الاتفاقيات”.
وأضاف أنه من الصعب أن يفكر أي من الدول الأعضاء بمنتدى شرق المتوسط في الانسحاب من المنتدى.
اختلافات سياسية ومصالح مشتركة لأعضاء المنتدى
يشهد منتدى غاز شرق المتوسط عضوية عدد من الدول التي تباينت مواقفها بشأن الحرب الإسرائيلية مع حماس وتداعياتها، ما بين تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وبين ضرورة وقف إطلاق النار وانتقاد استمرار استهداف المدنيين في قطاع غزة وتأثير سياسات الاحتلال على ما حدث من نتائج أسفرت عن هذه الحرب.
وتضم قائمة الأعضاء المؤسسين للمنتدى كلا من مصر، وفلسطين، والأردن، واليونان، وقبرص، وإيطاليا، وإسرائيل، بالإضافة إلى فرنسا التي انضمت له لاحقا، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بصفتهم مراقبين.
بينما يقوم المنتدى على استغلال التعاون المستهدف أن ينتج عنه في تحقيق المصالح المشتركة لأعضاء المنتدى في مجالات الغاز الطبيعي من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.
كيف نشأ المنتدى؟
نشأ منتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة من مصر، والتي قدمت هذه المبادرة في عام 2018، لإنشاء المنتدى كمنصة لحوار سياسات منظم بشأن الغاز الطبيعي، بما يؤدي إلى تطوير سوق غاز إقليمي مستدام يمكنه إطلاق العنان لإمكانات موارد الغاز الكاملة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وخلال القمة الثلاثية التي عقدت في أكتوبر 2018 في جزيرة كريت، أعلن رؤساء مصر وقبرص واليونان عزمهم على إنشاء المنتدى، وبناءً على ذلك حدث المزيد من التنسيق مع الأطراف الإقليمية والمنظمات الدولية.
ولاقت المبادرة المصرية ترحيباً وتبنياً من بقية الأعضاء المؤسسين؛ قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والأردن وفلسطين (مع مصر) كمبادرة تضع الأساس لحوار سياسي منظم يؤدي إلى تطوير سوق غاز إقليمي لإطلاق العنان لإمكانات موارد الغاز الكاملة وتمهيد الطريق لـ “التجارة المتعددة الأطراف والكاملة”، بحسب الموقع الإلكتروني للمنتدى.
وفي يناير 2019، اجتمع وزراء الطاقة في قبرص ومصر واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفلسطين والأردن في القاهرة للمرة الأولى لمناقشة هيكل منتدى غاز شرق المتوسط والاتفاق على أهدافه الرئيسية.
وشهد عام 2019 جهوداً مشتركة ملحوظة من كافة الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط، وبرؤية موحدة ومبادئ تأسيسية هامة، عقد وزراء الدول الأعضاء المؤسسين لمنتدى غاز شرق المتوسط والمجلس التنفيذي لمنتدى غاز شرق المتوسط عدة اجتماعات ناجحة للعمل على التأسيس الرسمي للمنتدى، وفقا للموقع.
وأدى ذلك إلى الاتفاق على الوثيقة النهائية للنظام الأساسي لمنتدى غاز شرق المتوسط بعد إعداده في وقت قياسي مدته 12 شهرًا، كما تم إنشاء اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز التابعة لـ EMGF في نوفمبر 2019 كوسيلة للسماح بالمشاركة المحورية للقطاع الخاص وتحقيق التوازن الصحيح بين المصالح العامة والخاصة.
وجذب هذا التطور السريع لمنتدى شرق المتوسط وأهميته الاستراتيجية للاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة اهتماما عالميا، حيث قدمت العديد من الدول دعمها وأبدت اهتمامها بالانضمام إلى المنتدى كأعضاء أو مراقبين.
أهداف منتدى غاز شرق المتوسط
قالت وزارة البترول المصرية أن الهدف الرئيسي من المنتدى هو العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
وتتضمن الأهداف الرئيسية لمنتدى غاز شرق المتوسط ما يلي:
1- العمل على إنشاء سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الأعضاء، من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
2- تعزيز التعاون من خلال خلق حوار منهجي منظم وصياغة سياسات إقليمية مشتركة بشأن الغاز الطبيعي، بما في ذلك سياسات الغاز الإقليمية.
3- ضمان تأمين العرض والطلب للأعضاء، مع العمل على تنمية الموارد على الوجه الأمثل، والاستخدام الكفء للبنية التحتية القائمة والجديدة مع تقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
4- دعم الأعضاء أصحاب الاحتياطيات الغازية والمنتجين الحاليين في المنطقة في جهودهم الرامية إلى الاستفادة من احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.
5- تعميق الوعي بالاعتماد المتبادل والفوائد التي يمكن أن تجنى من التعاون والحوار فيما بين الأعضاء، بما يتفق ومبادئ القانون الدولي.
6- مساعدة الدول المستهلكة في تأمين احتياجاتها وإتاحة مشاركتهم مع دول العبور في وضع سياسات الغاز في المنطقة، مما يتيح إقامة شراكة مستدامة بين الأطراف الفاعلة في كافة مراحل صناعة الغاز.
7- ضمان الاستدامة ومراعاة الاعتبارات البيئية في اكتشافات الغاز وإنتاجه ونقله، وفي بناء البنية الأساسية، بالإضافة إلى الارتقاء بالتكامل في مجال الغاز، ومع مصادر الطاقة الأخرى خاصة الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.