اقتصاد

من معاناة التنمر لشركة بمليار دولار.. رحلة داخل عقل تومسكي مؤسس اندرايف


10:34 ص


الخميس 13 يونيو 2024

كتب- علاء حجاج:

واجه أرسين تومسكي مؤسس شركة اندرايف، وصاحب النشأة الروسية، تحديات قوية، بدأت منذ واجه التنمر في صباه بسبب مرض التأتأة مرورا بقسوة والده عليه وهجره لهم وهو في سن صغير، فضلا عن إنطلاق مشروعه من أبرد مدينة حول العالم “ياكوتسك” باقليم سيبيريا والتي تنخفض فيها درجة الحرارة عن 50 درجة تحت الصفر نهاية إلى تأثر توسعات الشركة بالحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ نحو عامين.

يظهر كتاب السيرة الذاتية لتومسكي الذي أهدته الشركة لمصراوي، كيف تسهم الظروف الصعبة في ميلاد الأفكار الناجحة، وكيف تدفع التحديات المشروعات لمزيد من النجاح.

يسرد تومسكي في كتابه الدافع الداخلي “إن درايف”، كيف تغلبت شركته الناشئة على التحديات، ويبرهن على أن الفرص تولد من رحم المعاناة.

تأسست إن درايف في عام 2012 كشركة تقدم خدمات النقل من خلال جروبات على الواتساب تعمل في قلب سيبيريا، إلى أن تحولت الشركة خلال سنوات قليلة لشركة متخصصة في تقديم خدمات النقل الذكي، وتقدم خدماتها بمئات المدن وعشرات الأسواق العالمية حول العالم.

بحسب ما تم سرده في الكتاب، ولد وترعرع تومسكي المنحدر من عرق الساخا، وهي واحدة من القبائل التي تستوطن منطقة ياقوتيا في ياكوتسك بمنطقة سيبيريا، وهي منطقة شديدة البرودة تصل درجة الحرارة في بعض مناطقها لأقل من 75 درجة تحت الصفر.

ساعدت الجينات التي ورثها عن والده في تميزه عن باقي زملائه بحدة الذكاء، فوالده عالم رياضيات شهير.

بدأت علاقة تومسكي بالتكنولوجيا عندما أهداه والده مركبة تسير على جميع التضاريس قابلة للبرمجة، حيث يمكن برمجتها ببعض الاوامر البسيطة مثل “انعطف يمينا”، يقول تومسكي في كتابه “هي المرة الأولى التي شعرت فيها وكأنني مهندس يملك قوة ذكية، هي التي أدت إلى اهتمامي بالبرمجة”.

تأسيس الشركة

يقول تومسكي “إنه خلال عطلة رأس السنة الجديدة في عام 2012، كان الجو باردًا في ياكوتسك، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ما بين -40 و -50 درجة، واستفادت معظم خدمات سيارات الأجرة في المدينة من موجة البرد، ورفعت أسعارها بشكل كبير وصل لـ 50%”.

أضاف في كتابه “نظرًا لأن جميع خدمات سيارات الأجرة الرئيسية كانت موجودة معًا، لم يكن أمام العملاء خيار سوى المشي في درجات حرارة -50 درجة، أو قبول السعر الجديد ودفعه”.

على شبكة التواصل الاجتماعي VK. com، المشهورة في روسيا، أنشأ طالب جامعي يبلغ من العمر 20 عامًا يُدعى ألكسندر بافلوف مجموعة صغيرة، ودعا أصدقاءه الذين يمتلكون سيارات، وطلابًا آخرين مثله، للانضمام.

بدأوا في تقديم رحلات لأعضاء آخرين في المجموعة بأسعار سيارات الأجرة قبل الزيادة.

وفي تحول غير متوقع للأحداث، ودون أي إعلانات، بدأ آلاف المستخدمين في الانضمام إلى المجموعة، علاوة على ذلك، كان الناس يسجلون في الشبكة الاجتماعية فقط لاستخدام هذه الخدمة، سواء الركاب أو السائقين.

وفي غضون أشهر، اكتسبت المجموعة عشرات الآلاف من الأعضاء، مما أدى إلى

بضعة آلاف من الرحلات يوميًا.

يقول تومسكي، إن النمو القوي لخدمات هذه المجموعة على VK. com للتواصل الاجتماعي، جعله يبحث استثمار هذه الفكرة وتطويرها، وتم عقد اجتماع مع مؤسسها ووافق على بيعها مقابل 10 آلاف دولار.

كما عرض عليه تومسكي وظيفة في الشركة وبالفعل قبلها، وأصبح أحد المديرين الرئيسيين والمساهمين في الشركة.

بعد ذلك أسرع تومسكي في توظيف عدد من مطوري البرمجيات “IOS” وأندرويد، ليعكفوا على تطوير التطبيق الخاص بشركة “اندرايف”، لينطلق في عام 2013 رسميا بروسيا.

وفي عام 2014، كانت تقييم الشركة أقل من مليون دولار، قبل أن يتجاوز مليار دولار العام الماضي.

انطلقت الشركة من مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة، والأن تتواجد في أكثر من 13 دولة حول العالم وتقدم خدماتها لأكثر من 200 مليون مستخدم.

حتى مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، يقول تومسكي، أن الشركة لم يكن لديها الكثير من الوقت للتحرك وتجنب ما قد يصدر من عقوبات أوروبية وأمريكية على الشركات الروسية، فكان عليهم التصرف سريعا، وهو ما تم تجاوزه من خلال نقل مقر الشركة الى كازاخستان لتصبح شركة كازاخية، وكذلك تم نقل جميع فريق العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى