مزادات الليثيوم في الصين تثير جنون العالم.. ماذا حدث؟
مزادات الليثيوم في الصين تبهر العالم، حيث يتم تقديم أعداد كبيرة من العطاءات، وينتهي الأمر بالشركات بإنفاق أكثر من ألف مرة من سعر الافتتاح.
وتعد الصين أكبر منتج للسيارات الكهربائية، فيما يعتبر الليثيوم عنصر أساسي في البطاريات التي تزودها بالطاقة. لكن البلاد لا تمتلك سوى جزء صغير من الاحتياطيات المحددة في العالم، مما يعني أنه يتعين عليها استيراد أكثر من نصف ما تحتاجه.
طرحت الحكومة في مقاطعة “يونان” الجنوبية حقوق التنقيب لمدة 5 سنوات لمشروعين في مدينتي كونمينغ ويوشي، في تصميم من بكين على تسريع التنمية المحلية لأحد أهم الموارد للتحول العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري.
وستتم مراقبة المزادات عن كثب بعد أن أدت المنافسة الساخنة إلى ارتفاع أسعار منجمين في سيتشوان المجاورة في أغسطس/آب. وفازت وحدة تابعة لشركة منغوليا الداخلية داتشونغ للتعدين بحقوق منجم باركام في المقاطعة بعد عرض بقيمة 4.2 مليار يوان (580 مليون دولار)، وهو ما يزيد عن 1300 ضعف السعر المبدئي للعطاء. وجذب المزاد أكثر من 11 ألف عرض.
وحقق المنجم الثاني في محافظة جينتشوان مليار يوان، حيث دفعت شركة تابعة لمجموعة سيتشوان للاستثمار في صناعة الطاقة ما يقرب من 1800 ضعف سعر الافتتاح، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
دينيس إيب وليو هو، المحللان في شركة دايوا كابيتال ماركتس، كتبا في رسالة بريد إلكتروني “يجب أن تتعلم دار سوثبي للمزادات كيفية إجراء المزادات”. وقالا إن المبيعات في سيتشوان كانت “ساخنة بمعنى أن هناك الكثير من العطاءات”. لكن هذا يرجع جزئياً إلى انخفاض سعر الافتتاح – 100 ألف يوان فقط – التي بدأت عندها العطاءات، مما أدى إلى تضخيم عددها، وفقاً للمحللين.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت بعض الشركات في السباق لضمان أهليتها المستقبلية للمزادات الأخرى، على حد قولهم.
ولكن، حتى لو بدت بعض الدراما المحيطة بالمزادات مفتعلة، فلا ينبغي أن تخفي نية بكين الجادة عندما يتعلق الأمر بحشد الموارد اللازمة لتغذية صناعات السيارات الكهربائية والبطاريات الرائدة عالمياً.
نكسات للموارد
بدأت بعض الشركات الصينية التي وسعت بصمتها العالمية – من خلال اقتناص الموارد من الأرجنتين إلى زيمبابوي – تواجه نكسات بسبب التوترات السياسية وتأميم الموارد. وفي الأسابيع الأخيرة، تلقى المشروع المشترك لشركة “Ganfeng Lithium Group” في مالي أوامر بتعليق بعض العمليات بينما ألغت المكسيك 9 من امتيازات الليثيوم الخاصة به. وفي العام الماضي، أمرت كندا 3 شركات صينية ببيع حصصها في شركات مدرجة في تورونتو بموجب قواعد أكثر صرامة للاستثمار الأجنبي.
انخفض سعر كربونات الليثيوم، وهو شكل مكرر من المعدن، إلى 189500 يوان للطن بعد ارتفاعه لمدة عامين ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 597500 يوان في نوفمبر/تشرين ثاني. ومع ذلك، لا يزال أعلى بنحو 4 أضعاف من أدنى مستوى تاريخي سجله في عام 2020. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي بنحو 5 أضعاف بحلول نهاية العقد، وفقاً لـ “بلومبرغ إن إي إف”.
ربما يكون الانخفاض في الأسعار هو السبب في فشل مزاد سابق في فبراير، عندما فازت وحدة تابعة لشركة شينجيانغ تشيت للمواد الجديدة بحقوق التنقيب في منجم في المنطقة ذاتية الحكم مقابل 6 مليارات يوان، لكنها فشلت بعد ذلك في سداد الدفعة المقدمة للمزاد.
وفشلت عملية بيع في مايو/أيار من العام الماضي لشركة لها حصة مسيطرة في منجم ليثيوم آخر في سيتشوان في البداية بعد أن لم يدفع الفائز عرضه البالغ ملياري يوان. لكن المزاد اجتذب ما يقرب من مليون مشاهدة عبر الإنترنت على مدار أيامه الخمسة.
ستتطلب المبيعات القادمة في مقاطعة “يونان” من مقدمي العروض تقديم ودائع بمجرد وصول العروض إلى مستوى معين لتجنب تكرار المزادات الفاشلة.