متفوقة على أبل..كيف أصبحت نفيديا أكبر شركة عامة بالعالم؟
12:47 م
السبت 22 يونيو 2024
كتب- علاء حجاج:
ساهم النمو القوي في تقنيات الذكاء الإصطناعي و اشتعال السباق بين شركات “Open AI و جوجل وميتا ومايكروسوفت” في ازدهار مبيعات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في مراكز البيانات الضخمة.
هذا النمو في صناعة الرقائق الإلكترونية دفعت شركة نفيديا أيضاً للنمو المتسارع في مبيعاتها وإيراداتها الأمر الذي وضعها على رأس قائمة الشركات الأكبر من حيث القيمة السوقية متفوقة على عمالقة تربعوا على عرش هذه القائمة لسنوات مثل “أبل ومايكروسوفت”.
تجاوزت شركة نفيديا، عملاقة تصميم الرقائق والذكاء الإصطناعي، القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت لتصبح الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم، بعد أقل من أسبوعين من تجاوزها القيمة السوقية لشركة أبل بعد أشهر من المكاسب القوية في أسهمها، بحسب فوربس.
بدأت شركة نفيديا العام الجاري بقيمة سوقية بلغت 1.2 تريليون دولار، أي أقل من نصف القيمة السوقية لشركتي مايكروسوفت وآبل في ذلك الوقت، مقابل 3.1 تريليون دولار حالياً.
لكن سرعان ما حققت القيمة السوقية للشركة نمو سريع بلغت نسبته 177% خلال 6 أشهر فقط، حيث تم تداول السهم عند 48.17 دولار بعد تعديل سعر السهم وفقا لعملية تقسيم الأسهم.
بالإضافة إلى ذلك قدرت فوربس صافي ثروة الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانج، بنحو 118.8 مليار دولار، مما يجعله الحادي عشر في قائمة أغنى شخص في العالم – وهو أعلى تصنيف حصل عليه في قائمة فوربس للمليارديرات في الوقت الفعلي.
جنون الذكاء الإصطناعي
يأتي إنجاز إنفيديا وسط جنون الذكاء الإصطناعي الذي جعل رقائقها ووحدات معالجة الرسومات ذات قيمة متزايدة لشركات التكنولوجيا الأخرى مثل مايكروسوفت وميتا و أمازون وجوجل.
من المتوقع أن تشكل مايكروسوفت 15٪ من إيرادات نفيديا، وفقًا لبيانات سلسلة التوريد لبلومبرج، ومن المتوقع أن تسيطر نفيديا على ما بين 70٪ و95٪ من سوق رقائق الذكاء الإصطناعي، وفقًا لتقرير CNBC، نقلاً عن Mizuho Securities.
لا تظهر نفيديا، التي أعلنت عن صافي دخل بلغ 8.4 مليار دولار في سنتها المالية 2023، أي علامات على التباطؤ، حيث يتوقع المحللون أن يتجاوز صافي دخلها صافي دخل أبل في غضون أربع سنوات فقط.
البداية مع الألعاب الإلكترونية
بدأت شركة نفيديا نشاطها في عام 1993 كشركة متخصصة في تصنيع أشباه الموصلات، وكانت تصمم شرائح تسريع الرسوميات لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، بحسب موقع cio.
لاحظ مؤسسوها أن توليد الرسوميات ثلاثية الأبعاد في ألعاب الفيديو ــ التي كانت سوقاً سريعة النمو آنذاك ــ يفرض متطلبات متكررة للغاية وتتطلب قدراً كبيراً من العمليات الحسابية على وحدات المعالجة المركزية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وأدركوا أن هذه الحسابات يمكن إجراؤها بسرعة أكبر بالتوازي بواسطة شريحة مخصصة بدلاً من إجرائها على التوالي بواسطة وحدة المعالجة المركزية، وهي الرؤية التي أدت إلى ابتكار أول بطاقات الرسوميات نفيديا جي فورس.
لسنوات عديدة، كانت الرسوميات هي المحرك الرئيسي لأعمال شركة نفيديا؛ وحتى بعد مرور ثلاثين عاماً، لا تزال مبيعاتها من بطاقات الرسوميات المخصصة للألعاب، بما في ذلك خط إنتاج جي فورس، تجعلها أكبر بائع لبطاقات الرسوميات المنفصلة في العالم.
استمرت الشركة في ابتكار بطاقات الرسوميات وظلت مسيطرة على حصة كبيرة من مبيعات هذا السوق، قبل أن تبزغ تقنية الذكاء الإصطناعي والتي بدورها فتحت فرصة استثمارية كبرى بمجال توريد الرقائق لمراكز البيانات العملاقة.
ساهم في ازدياد قيمة هذه الفرصة الاستثمارية السباق التكنولوجي بين كبرى الشركات العالمية “جوجل – ميتا – أمازون – Open AI – مايكروسوفت” في تطوير تطبيقات الذكاء الإصطناعي والذي بدوره يحتاج لمراكز بيانات عملاقة ومتعددة والذي يعني بيع مزيد من الرقائق الالكترونية، وسط توقعات بنمو كبير في هذه الصناعة على المدى القريب.