كيف يؤثر الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا على قناة السويس؟

قال الخبير السعودي في التجارة الدولية، الدكتور فواز العلمي، إن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا يمثل شراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار ويتكون من ممرين منفصلين، الأول الممر الشرقي ويربط الهند بالخليج العربي والممر الغربي الذي يربط الخليج بأوروبا.

وأضاف العلمي، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الاثنين، أن الممر يتضمن شبكة سكك حديدية وسفن توفر شبكة عبور فعالة لتكملة طرق النقل البري، لا سيما أن النقل البحري ينقل 90% من التجارة العالمية.

“الدول المشاركة في الممر وهي نحو 52 دولة قد تصل التجارة العالمية لها في المستقبل إلى 9 تريليونات دولار وسيجعل الممر التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%” وفقا للعلمي.

وبحسب الخبير في التجارة الدولية، فإن الممر يركز على تعزيز أمن الطاقة ودعم جهود الطاقة النظيفة عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع عبر الموانئ والسكك الحديدية عبر هذه الدول.

وأشار إلى اجتماع المستشارين والخبراء من تلك الدول خلال 60 يوما لمناقشة التنفيذ، فيما بدأت البنية التحتية للممر تتشكل في الإمارات والسعودية حيث تتوفر الموانئ، وبذلك فإن المنطقة الوسطى جاهزة للعمل خلال سنوات قليلة لتمارس دورها لنقل المنتجات، لا سيما أن التجارة أصبحت العصب الرئيسي للاقتصاد العالمي.

قناة السويس

وبشأن تأثير الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا على التجارة في قناة السويس المصرية، قال فواز العلمي، إن التجارة المارة بالبحر الأحمر وفي قناة السويس تمثل نسبة 13% من التجارة العالمية، وهي نسبة لا يستهان بها، حيث تشكل تلك التجارة نحو 23 تريليون دولار وهو رقم مميز وكبير، ولذلك فإن قناة السويس ستنتعش من هذا الممر المهم لدول الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الممر لا يستثني قناة السويس المصرية التي ستكون ضمن المشروع.

وأشار إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية لذلك الممر الاقتصادي، ولذلك فهي تهدف للمشاركة في تنمية التجارة والشراكة الاستراتيجية مع هذه الدول بشكل أو آخر، وقد تكون هناك اتفاقيات أخرى مع أميركا في هذا الشأن.

وأوضح أن اليابان قد تدخل في الاتفاق، وأيضاً الصين لأن الممر يدعم مساعيها بشأن ممر الطريق والحرير.

كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد شارك في أعمال قمة مجموعة العشرين التي جرت في الهند على مدار يومين، وأعلن خلالها عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع ممر اقتصادي ضخم بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.