كيف سينعكس الاتفاق المبدئي لرفع سقف الدين الأميركي على الأسواق؟
شهدت أسواق الأسهم الأميركية حالة من التفاؤل يوم الجمعة، وارتفعت استعدادا للاتفاق بشأن أزمة سقف الدين الأميركي، لكن التفاؤل قد يكون قصير الأجل نظرا لتداعيات رفع سقف الدين على السيولة في الأسواق.
وما إن لاحت انعكاسات إيجابية في الأفق حول بوادر اتفاق فيما يخص رفع سقف الدين، حتى بدأت تتوارد آراء بخصوص الآثار السلبية عن أثر التوصل إلى اتفاق على الأسواق المالية!
وتوصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي إلى اتفاق من حيث المبدأ لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار لينهيا بذلك أزمة استمرت شهورا.
ويتوقع الخبراء أنه مع التوصل إلى اتفاق، قد تقوم وزارة الخزانة الأميركية بإعادة ملء خزائنها الفارغة بسرعة عبر إصدار السندات وأذونات الخزانة، ما سيسحب النقد من الأسواق.
وقال “JPMorgan”، إن رفع السقف من المتوقع أن يتبعه إصدار أكثر من 1.1 تريليون دولار من أذون الخزانة أو الـ T bills على مدى الأشهر الـ 7 المقبلة.
هذا الإصدار من السندات مع الفائدة المرتفعة الحالية قد يستنزف احتياطيات البنوك، إذ ستسحب الشركات الخاصة والمستثمرون ودائعهم في البنوك لشراء أدوات الدين الحكومي الأكثر ربحاً وأمانًا.
وقدر خبراء في “BNP” أن أكثر من 750 مليار دولار إلى 800 مليار دولار من أدوات السيولة مثل الودائع البنكية وتداولات الليلة الواحدة مع الفدرالي يمكن أن تتحول لشراء أذون الخزانة قصيرة الأجل بنهاية سبتمبر.
في وقت سابق قدر اقتصاديون في “غولدمان ساكس” أن وزارة الخزانة ستصدر 600 إلى 700 مليار دولار من أذون الخزانة أو T-Bills بعد رفع سقف الديون ، ما سيؤدي إلى سحب السيولة من الأسواق المالية.
وأضاف المحللون في “بنك أوف أميركا” :”إن ذلك سيكون له تأثير مماثل لرفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الاقتصاد”.
قال مدير الاستثمار في “Ruffer” لإدارة الأصول، أليكس لينارد :”نقلق من خروج السيولة من النظام، لأي سبب من الأسباب، هذا سيجعل الأسواق اكثر عرضة للانهيار”
وفي نبرة أقل تشاؤمية قال خبير استراتيجية الأسهم في “Morgan Stanley” مايك ويلسون :”إن إصدار سندات خزانة جديدة قد يكون بمثابة محفز من أجل التصحيح الذي كنا نتوقعه”.