هبة عوف توضح: السورة التي تسمى بسورة الاستجابة التي بها أكثر أدعية الأنبياء
05:15 م
الثلاثاء 23 أبريل 2024
كتب-محمد قادوس:
ما هي السورة التي تسمى بسورة الاستجابة بها أكثر أدعية الأنبياء إذا قرأتها يستجاب دعائك ؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، والتي أوضحت في ردها أنه لم يرد في فصل سورة الأنبياء حديث صريح عن أنها سورة لاستجابة الدعاء، وإنما ورد في فضلها ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي، وهو حديث أخرجه الإمام البخاري في كتاب فضائل القرآن، ولكن قول أنها سورة استجابة الدعاء، أو أنها سُميت بسورة الاستجابة، وأنه يمكن أن نلجأ إليها عندما تغلق الأبواب في وجوهنا، فإن مرد هذا الأمر هو ذكر أدعية الأنبياء فيها كثيرًا، وسرعة استجابة دعائهم الوارد فيها، فلم يرد فيها دعاء إلا وجاء بعده لفظ “فاستجبنا له”، الذي ورد فيها أكثر من مرة.
وأضافت عوف في ردها لمصراوي: أن أول مرة كانت المرة التي فك بها كرب سيدنا نوح عليه السلام، قال تعالى: “وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ”.
وثاني مرة عندما شفي سيدنا أيوب “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”.
وثالث مرة مع سيدنا يونس إذ رفع عنه الغم، قال تعالى: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ”.
ورابع مرة مع سيدنا زكريا عليه السلام إذ أعطاه الله الذرية، قال تعالى: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ”.
وعرضت أستاذة التفسير بجامعة الأزهر سؤال: قالت فيه هل هي فقط استجابة للأنبياء؟ لتجيب على هذا الأمر وقالت لا .. فاستجابة الدعاء بها ليست قاصرة على الأنبياء، لعدة أسباب، منها:
أن السورة نفسها ذكرت أن ذلك للأنبياء وغيرهم، وذلك في قوله تعالى: “رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”، أي هذا رحمة من عند الله ورحمة الله وسعت كل شيء، وشملت جميع المخلوقات، وأيضًا لكل العابدين الذين يدْعون مثل الأنبياء.
وأيضًا في قوله تعالى في نفس السورة، قال تعالى: “إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”، فهو هنا بين أسباب استجابة الله لدعائهم ليعلمنا إن كنت تريد استجابة الدعاء ففعل مثلما فعل الأنبياء، بأن تكون من الذاكرين المُتصدقين المُسبحين الصائمين المُصلين.
وأيضَا لأن السورة بينت أن قانون النجاة هو إيمان الأنبياء وغيرهم، قال تعالى في حديث السورة عن سيدنا يونس عليه السلام: “وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ”.
وأيضًا حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ”، وفي رواية بزيادة، فقال رجل: يا رسول الله، هل كانت ليونس عليه السلام خاصة، أم للمؤمنين عامة، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ألا تسمع إلى قول الله عز وجل: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ)، إذًا فاستجابة الدعاء التي نأخذها من السورة بسبب كثرة لفظ استجابة الدعاء لأنبياء الله تعالى فيها، ولأنها السورة الوحيدة التي ذكر فيها لفظ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ)، وهو لفظ استجابة من ناحية، ومن ناحية أخرى لفظ يدل ليس فقط على الاستجابة، بل على سرعتها؛ لأنه جاء مقرونًا بالفاء التي تدل على سرعة الاستجابة، لأن الفاء تُفيد السرعة والتعقيب.
اقرأ ايضًا
4 أدعية كافية شاملة.. داعية سعودي يؤكد: لا غنى لكل مسلم عنها (فيديو)
كل صلاتي بالفاتحة و”قل هو الله أحد”.. فهل تقبل؟.. عمرو الورداني يرد (فيديو)