حافظت أسواق الأسهم الأوروبية على استقرارها بشكل عام يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن سجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ذروة تاريخية في الجلسة السابقة. هذا الهدوء النسبي يعكس حذر المستثمرين مع اقتراب نهاية العام، حيث يميل التداول إلى التباطؤ قبل عطلة رأس السنة. وتراقب الأسواق عن كثب محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بحثًا عن إشارات حول مسار أسعار الفائدة المستقبلية، وهي نقطة محورية في أداء الأسهم الأوروبية.

بحلول الساعة 08:14 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.08% ليصل إلى 589.69 نقطة. تشير التقديرات إلى أن المؤشر قد يسجل مكاسب قوية بنهاية عام 2025 على أساس شهري وربع سنوي وسنوي، مما يعكس التعافي المستمر للاقتصاد الأوروبي. يأتي هذا الأداء في ظل استمرار التحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية وارتفاع التضخم.

أداء القطاعات وتأثيره على الأسهم الأوروبية

تفاوت أداء القطاعات المختلفة خلال اليوم. فقد تصدر قطاع الموارد الأساسية المكاسب، حيث ارتفع بنسبة 1.04% بعد أن استقرت أسعار المعادن الثمينة مثل الفضة والذهب، عقب انخفاض حاد من مستويات قياسية سابقة. يعزى هذا الارتفاع إلى عوامل العرض والطلب العالمية المتغيرة وتأثيرها على أسعار السلع.

كما شهد قطاع البنوك تقدمًا ملحوظًا بنسبة 0.7%، بينما حقق قطاع الطيران والدفاع مكاسب معتدلة بلغت 0.2%. هذا الأداء يعكس الثقة المتزايدة في القطاع المالي الأوروبي، بالإضافة إلى استقرار الطلب على خدمات الطيران والدفاع.

تباين أداء القطاعات الاستهلاكية والصحية

على الجانب الآخر، تراجعت أسهم قطاعي الرعاية الصحية والمستهلكين. انخفض قطاع الرعاية الصحية بنسبة 0.1%، في حين انخفض قطاع الاستهلاك بنسبة 0.2%. قد يكون هذا التراجع ناتجًا عن زيادة المخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الإنفاق الاستهلاكي والربحية في هذه القطاعات.

أما بالنسبة للأسواق الإقليمية، فقد ارتفع المؤشر القياسي في لندن بنسبة 0.1%، بينما شهدت الأسهم الفرنسية انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1%. ويعكس هذا التباين الظروف الاقتصادية والسياسية الخاصة بكل دولة.

توقعات التداول ومحفزات السوق

يتوقع المحللون أن تشهد التداولات هدوءًا ملحوظًا خلال الأسبوع الحالي، بسبب قرب عطلة رأس السنة. عادة ما يقل حجم التداول في هذه الفترة، حيث يميل المستثمرون إلى تحقيق الأرباح وتجنب المخاطرة قبل نهاية العام. بالإضافة إلى ذلك، قلة البيانات الاقتصادية الهامة والأخبار المؤسسية قد يحد من التقلبات في السوق.

الأهم من ذلك، يتجه أنظار المستثمرين نحو محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر ديسمبر، والذي من المقرر نشره لاحقًا اليوم. يهدف المستثمرون إلى استخلاص أي إشارات حول توجهات البنك المركزي الأمريكي بشأن السياسة النقدية، وخاصة فيما يتعلق بمسار أسعار الفائدة. فقد تؤثر هذه الإشارات بشكل كبير على أسعار الأسهم في أوروبا والعالم.

بالإضافة إلى ذلك، يتابع السوق عن كثب تطورات الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك أسعار النفط وأسعار الصرف، لتقييم تأثيرها المحتمل على الشركات الأوروبية. ويراقب أيضًا البيانات الاقتصادية الصادرة عن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتقييم تأثيرها على الطلب العالمي.

في الختام، من المتوقع أن يستمر الحذر في أسواق الأسهم الأوروبية خلال الأسبوع الحالي، مع تركيز كبير على محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وقد تشهد الأسواق تقلبات محدودة في ظل قلة المحفزات الرئيسية. سيكون من المهم مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية عن كثب لتقييم تأثيرها المحتمل على الأداء المستقبلي للأسهم الأوروبية، مع الأخذ في الاعتبار أن الظروف الاقتصادية والجيوسياسية لا تزال غير مؤكدة.

(المصدر: رويترز)

شاركها.