رفعت الحكومة الأمريكية طلبًا بمعارضة تقديم مذكرة أميكوس كوري (amicus brief) من مجموعة مناصرة الأصول الرقمية، “صندوق تعليم الدفاع عن التمويل اللامركزي” (DeFi Education Fund)، بينما تدرس المحكمة إمكانية إعادة محاكمة الأخوين المتهمين باستغلال ثغرة في شبكة إيثريوم بقيمة 25 مليون دولار. تعتبر هذه القضية ذات أهمية متزايدة في مجال التمويل اللامركزي (DeFi) نظرًا لتداعياتها المحتملة على المطورين والابتكار في هذا القطاع.

في ملف قدم يوم الثلاثاء إلى المحكمة الجزئية الأمريكية لمنطقة نيويورك الجنوبية، طلب المدعي العام الفيدرالي المؤقت، جاي كلايتون، من القاضية جيسيكا كلارك عدم قبول مذكرة من صندوق تعليم الدفاع عن التمويل اللامركزي، وذلك في الوقت الذي تدرس فيه المحكمة طلبًا برفض القضية المرفوعة ضد أنتون وجيمس بيراير-بينو. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان القاضية كلارك عن بطلان المحاكمة في نوفمبر الماضي، بعد أن فشلت هيئة المحلفين في الاتفاق على إدانة أو تبرئة الأخوين.

تداعيات قضية استغلال شبكة إيثريوم على مستقبل التمويل اللامركزي

وفقًا لبيان كلايتون، فإن مذكرة الأميكوس كوري “مستقلة عن سجل المحاكمة، ولا تعرض سوى حجج قانونية سبق أن رفضتها هذه المحكمة”. وأضاف أن الصندوق “لا يقدم أي معلومات فريدة ذات صلة بالطلب المعلق أمام المحكمة، وبالتالي فإن تقديمه من غير المرجح أن يساعد المحكمة في النظر في القضايا المحددة المتعلقة بطلب الإفراج”.

كان الصندوق قد قدم مسودة مقترحة لمذكرته في 19 ديسمبر، يعرب فيها عن دعمه لطلب الإفراج عن الأخوين أو رفض التهم الموجهة إليهما، بحجة أن القضية لها “تداعيات أوسع” على الصناعة. وأشار الصندوق إلى أن “الملاحقات القضائية من هذا القبيل تخلق غموضًا وخوفًا لدى مطوري البرامج، مما يثبط المشاركة في التمويل اللامركزي ويدفع المشاركين إلى الخارج.”

وأضاف الصندوق أن وزارة العدل الأمريكية “لا ينبغي أن تسبق سن القوانين المحتملة من خلال رفع دعاوى قضائية بناءً على تفسيرات غير مناسبة للقوانين الحالية، مما سيحد من النمو من خلال زرع الارتباك حول القواعد الحاكمة”.

ردود فعل من داخل مجتمع العملات الرقمية

تلقى طلب الحكومة الأمريكية بمعارضة مذكرة الأميكوس كوري ردود فعل متباينة من داخل مجتمع العملات الرقمية. ترى بعض الأطراف أن هذه الخطوة تعكس رغبة الحكومة في تشديد الرقابة على مشاريع الأصول الرقمية، بينما يرى آخرون أنها مجرد محاولة لضمان سير الإجراءات القانونية بشكل صحيح.

في الواقع، كانت منظمة “Coin Center” المدافعة عن العملات المشفرة قد قدمت مذكرة أميكوس كوري خلال المحاكمة الأصلية، حيث جادلت ضد نظرية الحكومة الأمريكية في القضية. وطلبت النيابة أيضًا من المحكمة عدم قبول مذكرة “Coin Center”.

يواجه الأخوين في الأصل اتهامات بالتآمر لارتكاب احتيال عبر الإنترنت، وغسيل الأموال، والتآمر لتلقي ممتلكات مسروقة. وإذا تمت محاكمتهما مرة أخرى بناءً على نفس التهم وأدينتا، فقد يتم الحكم عليهما بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا عن كل تهمة.

التركيز على تقنية MEV ودورها في القضية

تتركز القضية بشكل أساسي حول استخدام الأخوين المتهمين لبرامج روبوتية (MEV bots) لاستغلال شبكة إيثريوم. تقنية استخراج القيمة القصوى القابل للتنفيذ (MEV) هي تقنية تسمح للمستفيدين بتحسين ترتيب المعاملات للحصول على ميزات أو قيمة إضافية، وهو ما يمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية على الشبكة.

أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان استخدام هذه التقنية يعتبر جريمة غير قانونية في حد ذاته، أم أن الجريمة تكمن في كيفية استخدامها. وتعتبر هذه القضية سابقة قانونية هامة، حيث يمكن أن تحدد المعايير القانونية المتعلقة بتقنية MEV في المستقبل.

من الجدير بالذكر أيضًا أن قضية بيراير-بينو قد سلطت الضوء على الحاجة إلى تنظيم أكثر وضوحًا لقطاع التمويل اللامركزي. بينما يرى البعض أن التنظيم المفرط قد يثبط الابتكار، يرى آخرون أنه ضروري لحماية المستثمرين ومنع الأنشطة غير القانونية.

في الوقت الحالي، من المتوقع أن تبت المحكمة في طلب الحكومة الأمريكية بمعارضة مذكرة الأميكوس كوري خلال الأسابيع القليلة المقبلة. كما أن مصير محاكمة الأخوين بيراير-بينو لا يزال غير واضح، حيث قد تقرر المحكمة رفض القضية أو المضي قدمًا في إعادة المحاكمة في موعد محدد.

ستظل هذه القضية موضع مراقبة دقيقة من قبل مجتمع العملات الرقمية، حيث يمكن أن يكون لها آثار عميقة على مستقبل العملات المشفرة والتمويل اللامركزي.

شاركها.