أثار الشاب الأسترالي ألبي تشيرفين، البالغ من العمر 14 عامًا، جدلاً واسعًا بعد تقديمه طلبًا إلى برنامج Y Combinator لتسريع الشركات الناشئة، وتسليط الضوء على تجربته في ريادة الأعمال المبكرة. تأتي هذه القصة في وقت يشهد فيه قطاع ريادة الأعمال صعودًا ملحوظًا بين الشباب، بالتزامن مع قوانين جديدة تحد من وصولهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي. تُظهر قصة تشيرفين التحديات والفرص التي تواجه الجيل الجديد من رواد الأعمال الطموحين.

تشيرفين، من مدينة وولونغونغ الأسترالية، بدأ مسيرته في عالم الأعمال في سن مبكرة من خلال تأسيس علامة تجارية لبيع الجوارب الرياضية عبر الإنترنت باسم Alpha Grips، على الرغم من فشل هذه التجربة إلا أنها أشعلت بداخله شغفًا بريادة الأعمال. لاحقًا، قام بتطوير فكرة مشروع جديد باسم Finkel، وهو المشروع الذي تقدم به إلى Y Combinator. وقد لفت انتباهه نصيحة أحد رواد الأعمال المخضرمين، فرانك غريف، بضرورة “البناء في العلن” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على ريادة الأعمال المبكرة

أصبح تشيرفين معروفًا على منصة X (تويتر سابقًا) من خلال مشاركة رحلته في بناء مشاريعه الناشئة. وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إلهامه، حيث شاهد العديد من رواد الأعمال الآخرين يبنون علاماتهم التجارية وأعمالهم. يقول تشيرفين إنه اكتسب اهتمامه بالتكنولوجيا وريادة الأعمال من خلال معسكرات البرمجة التي حضرها في صغره.

أثارت طريقة تقديمه لطلب Y Combinator، والتي تضمنت فيديو مونتاج احترافيًا بدلًا من مقطع فيديو مباشر بسيط كما هو مطلوب، انتباهًا واسعًا وانتشرت بشكل كبير. في الوقت نفسه، تواجه أستراليا حاليًا نقاشًا حول حظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 16 عامًا، وهو ما يثير قلق تشيرفين، الذي يرى أن هذه المنصات كانت حاسمة في نجاحه.

مزايا وعيوب ريادة الأعمال في سن المراهقة

يرى تشيرفين أن أحد أهم مزايا بدء العمل في سن مبكرة هو الوقت المتاح للتعلم والتجربة. فهو لا يشعر بنفس الضغط المالي الذي يواجهه رواد الأعمال الأكبر سنًا، مما يسمح له بالتركيز على بناء مشاريعه دون الحاجة إلى تحقيق أرباح فورية. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن عمره يمنحه ميزة في التواصل مع الآخرين، حيث يعتبر وجود شاب يشارك في عالم الشركات الناشئة أمرًا نادرًا ومثيرًا للاهتمام.

ومع ذلك، يقر تشيرفين بأن عمره قد يحد من مصداقيته في بعض الأحيان. كما أنه يواجه صعوبة في الحصول على تمويل لمشاريعه، نظرًا لكونه قاصرًا. لذلك، يعتمد على التمويل الذاتي (bootstrapping) ويستكشف فرص الحصول على منح.

يشير تشيرفين إلى أن الحصول على منح يعتبر فرصة جيدة، على الرغم من أن المبلغ المالي قد يكون أقل من التمويل الاستثماري، إلا أنه لا يتطلب التخلي عن حصص في الشركة. ويعتقد أن التخلي عن حصص في سن مبكرة قد يضع ضغوطًا غير ضرورية على رائد الأعمال الشاب.

التوجه نحو الذكاء الاصطناعي وتحديات التمويل

يؤكد تشيرفين على أن الجيل الشاب يفكر بشكل مختلف، وأنهم أكثر استعدادًا لتبني التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي. في الوقت الحالي، يتواجد تشيرفين في الولايات المتحدة للقاء العديد من الشخصيات المؤثرة في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال. ويعتبر هذا فرصة قيمة لتوسيع شبكة علاقاته واكتساب المزيد من الخبرات.

على الرغم من عدم قبوله في برنامج Y Combinator في هذه المرحلة، إلا أنه يرى أن هذه التجربة ستكون مفيدة له في المستقبل. ويعتقد أن بناء علاقات مع البرنامج في وقت مبكر سيسهل عليه الحصول على القبول في المستقبل عندما يكون أكثر خبرة. كما أنه يركز على تطوير مهاراته وقدراته من خلال العمل على مشاريع متعددة.

تأتي هذه التطورات في ظل اهتمام متزايد بـ الاستثمار في الشركات الناشئة، خاصة تلك التي تركز على التكنولوجيا والابتكار. وتشير التقارير إلى أن حجم الاستثمار في الشركات الناشئة في أستراليا قد شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية. كما أن هناك تركيزًا متزايدًا على دعم ريادة الأعمال بين الشباب، من خلال توفير برامج تدريبية وإرشادية وفرص تمويلية.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن يستمر تشيرفين في تطوير مشاريعه الناشئة والبحث عن فرص تمويلية. كما أنه قد يستكشف المزيد من البرامج لتسريع الشركات الناشئة، مثل تلك التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الحكومية. يبقى التحدي الأكبر هو إثبات جدية مشاريعه وقدرته على تحقيق النجاح على الرغم من عمره الصغير. من المهم متابعة تطورات هذه القصة لمعرفة كيف سيتمكن تشيرفين من التغلب على هذه التحديات وتحقيق طموحاته في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال.

شاركها.