ارتفع الين الياباني بشكل طفيف مقابل الدولار الأمريكي يوم الأربعاء، مع ترقب المستثمرين عن كثب أي إشارات من الحكومة اليابانية أو بنك اليابان حول إمكانية التدخل في سوق العملات. يأتي هذا التذبذب بعد فترة من الانخفاض في قيمة الين، على الرغم من رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مؤخرًا، مما أثار مخاوف بشأن التضخم وتأثيره على الاقتصاد الياباني. وتراجع حجم التداول بشكل ملحوظ مع اقتراب عطلة عيد الميلاد، مما قد يوفر فرصة للسلطات اليابانية لاتخاذ إجراءات إذا لزم الأمر.

تطورات سعر صرف الين الياباني وتوقعات التدخل

شهد الين تقلبات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفض إلى أدنى مستوياته في عدة أشهر. يعزى هذا الانخفاض جزئيًا إلى السياسة النقدية المتساهلة التي كان يتبعها بنك اليابان لفترة طويلة، بالإضافة إلى الفروق في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في نهاية الأسبوع الماضي لم يكن كافيًا لتعزيز الين بشكل كبير، حيث عبر المستثمرون عن خيبة أملهم بشأن لهجة المحافظ كازو أويدا.

أعلنت وزيرة المالية اليابانية، ساتسوكي كاتاياما، يوم الثلاثاء أن اليابان تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات للتعامل مع التحركات المفرطة في الين. هذا التصريح، الذي يعتبر أقوى تحذير حتى الآن بشأن التدخل المحتمل، ساهم في وقف نزيف الين ودفعه للارتفاع الطفيف الذي شهده اليوم.

تأثير تصريحات المسؤولين اليابانيين

وفقًا لمحللي العملات في مجموعة LMAX، فإن التحذيرات المتكررة من المسؤولين اليابانيين بشأن التدخل المحتمل في سوق الصرف الأجنبي قد حدت من مكاسب الدولار مقابل الين. يشير هذا إلى أن السوق يراقب عن كثب أي تحركات من طوكيو، وأن مجرد التهدب بالتدخل يمكن أن يكون له تأثير كبير على سعر الصرف.

في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف مقابل سلة من العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني. وانخفض اليورو بنسبة 0.14% ليصل إلى 1.1778 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.13% إلى 1.3498 دولار. كما شهد الدولار الأسترالي والكندي ارتفاعًا طفيفًا.

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي ضغوطًا انخفاضية بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل. بينما يتوقع المحللون أن البنوك المركزية الأخرى قد انتهت بالفعل من دورة رفع أسعار الفائدة، يوازن مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بين مخاطر تباطؤ سوق العمل ومخاوفهم بشأن استمرار التضخم.

أظهرت بيانات اقتصادية حديثة تباطؤًا في نمو أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال شهر نوفمبر، لكن المتداولين لا يزالون قلقين بشأن دقة هذه البيانات في ظل إغلاق الحكومة الفيدرالية لفترة طويلة. علاوة على ذلك، أظهرت بيانات الأسبوع الماضي انخفاضًا غير متوقع في عدد طلبات البطالة الجديدة، مما يشير إلى أن سوق العمل قد يكون أكثر قوة مما كان متوقعًا.

يتوقع متداولو العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال العام المقبل، مع ترجيح أن يكون أول خفض في أبريل. هذه التوقعات تساهم في الضغط على الدولار الأمريكي وتدعم الين الياباني.

وفي سوق العملات المشفرة، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 0.39% ليصل إلى 87,33 دولار. هذا الانخفاض يأتي في أعقاب فترة من التقلبات الشديدة في سوق العملات المشفرة، حيث يتأثر سعر البيتكوين بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التغيرات في السياسة النقدية والتطورات التنظيمية.

في الختام، من المتوقع أن يستمر الترقب بشأن تدخل الحكومة اليابانية في سوق العملات في التأثير على سعر صرف الين في الأيام المقبلة. سيكون المستثمرون يراقبون عن كثب أي بيانات اقتصادية جديدة من اليابان والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين من كلا البلدين. يبقى الوضع غير مؤكد، ومن الصعب التنبؤ بدقة بمسار الين في المستقبل القريب.

شاركها.