تواجه تأشيرات العمل في الولايات المتحدة، وخاصةً تأشيرة H-1B، اضطرابات كبيرة تؤثر على العمال والمؤسسات على حد سواء. تشير التقارير إلى تأخيرات واسعة النطاق في المواعيد في السفارات والقنصليات الأمريكية، مما يثير مخاوف بشأن قدرة حاملي التأشيرات على العودة إلى الولايات المتحدة بعد السفر إلى الخارج. هذا الوضع يثير قلقًا متزايدًا بين العاملين في قطاع التكنولوجيا والشركات التي تعتمد على المواهب الأجنبية.

تأتي هذه المشكلات في وقت يشهد فيه النظام الهجرة الأمريكي تغييرات كبيرة في السياسات والإجراءات. وفقًا لمحامية الهجرة التجارية، تاهمنينا واتسون، فإن الإدارة الأمريكية تقوم حاليًا بتنسيق إعادة جدولة وتأخير المواعيد المتعلقة بالهجرة، مما يزيد من حالة عدم اليقين. هذا التأخير يؤثر بشكل خاص على الموظفين الذين خططوا للسفر خلال إجازاتهم السنوية، حيث يجدون أن مواعيدهم قد أُجلت إلى عام 2026 أو ما بعده.

تأشيرة H-1B: تأخيرات واسعة النطاق وتأثيرها على العمال

أفادت العديد من الشركات التقنية الكبرى، بما في ذلك جوجل وآبل ومايكروسوفت، موظفيها حاملي تأشيرات العمل بتجنب السفر الدولي بسبب التأخيرات الطويلة في القنصليات الأمريكية. هذه السياسات المتتالية تخلق سلسلة من المشكلات، بما في ذلك التأخير في ختم التأشيرات، وزيادة التدقيق في إجراءات المعالجة، وزيادة خطر عدم قدرة حاملي التأشيرات على العودة إلى الولايات المتحدة في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الضمانات بشأن إعادة جدولة المواعيد.

بالنسبة للأفراد الموجودين حاليًا خارج الولايات المتحدة، توصي واتسون بالعودة في أقرب وقت ممكن إذا كانوا يحملون تأشيرة سارية المفعول. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين غادروا للحصول على تأشيرة جديدة، فإن العودة ليست مضمونة، حتى بالنسبة للطلاب الحاصلين على تأشيرة F-1 الذين سافروا لزيارة عائلاتهم.

خيارات للعمال المتضررين

في حالة عدم إمكانية العودة الفورية، يُنصح العمال بالبحث عن خيارات العمل عن بعد مع أصحاب العمل. من المهم التأكد من أن التوظيف لا يزال نشطًا، حيث أن إعادة الجدولة قد تستغرق شهورًا، وقد لا يكون هناك وظيفة متاحة عند حل المشكلة. يجب على العمال أيضًا مراعاة التغييرات الأخيرة في سياسات الإفصاح عن وسائل التواصل الاجتماعي.

توسعت متطلبات الإفصاح عن وسائل التواصل الاجتماعي لتشمل حاملي تأشيرة H-1B، بعد أن بدأت في الأصل مع طلاب تأشيرة F-1. يُطلب من المتقدمين الآن جعل جميع إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي عامة. هذا التوسع يثير مخاوف بشأن نطاق المراقبة الحكومية والشفافية في معايير التقييم.

تغييرات في سياسات التأشيرات

بالإضافة إلى التأخيرات في المواعيد، تشهد سياسات التأشيرات تغييرات كبيرة. أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن استبدال نظام اليانصيب العشوائي لتأشيرة H-1B بنظام يعطي الأولوية للعمال ذوي الأجور والمهارات الأعلى. هذا التغيير يهدف إلى جذب المواهب الأكثر قيمة، ولكنه قد يؤثر أيضًا على فرص الحصول على التأشيرة للعمال ذوي المهارات الأقل.

من المهم ملاحظة أن هذه التغييرات تأتي في أعقاب تقارير عن زيادة التدقيق في المتقدمين للحصول على التأشيرات، بما في ذلك التحقق من السجلات الجنائية السابقة. هناك حالات عديدة لأفراد مقيمين في الولايات المتحدة لعقود تواجه الآن إجراءات الترحيل.

نصائح للحد من المخاطر

منذ نوفمبر 2024، توصي واتسون بتجنب السفر الدولي غير الضروري. هذا التحذير يأتي في أعقاب تجارب سابقة أظهرت صعوبات في العودة إلى الولايات المتحدة. يُنصح الأفراد بتقليل مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت، حيث أن الحكومة قد تقوم بمراجعة بيانات وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من عملية التدقيق.

الوضع الحالي يتطلب يقظة عالية من جميع الأطراف المعنية في نظام الهجرة، بما في ذلك المحامين والمهاجرين وأصحاب العمل والمستثمرين والموظفين. هناك حاجة إلى فهم شامل للتغييرات المستمرة في السياسات والإجراءات لضمان الامتثال وتقليل المخاطر.

من المتوقع أن تستمر هذه التحديات في الأشهر المقبلة، حيث تواصل الإدارة الأمريكية تنفيذ سياساتها الجديدة. من المهم مراقبة التطورات المتعلقة بجدولة المواعيد في القنصليات، وسياسات الإفصاح عن وسائل التواصل الاجتماعي، والتغييرات في معايير التأشيرة. ستكون الخطوة التالية هي تقييم تأثير هذه التغييرات على تدفق المواهب إلى الولايات المتحدة وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراءات إضافية لمعالجة هذه المشكلات.

شاركها.