شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً، مقتربة من مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بشكل رئيسي بأداء شركة “نوفو نورديسك” الدنماركية بعد الحصول على موافقة لبيع نسخة عن طريق الفم من دواء السمنة الشهير “ويغوفي” في الولايات المتحدة. هذا التطور عزز التفاؤل في سوق الأدوية وأثر إيجاباً على المؤشرات الرئيسية، مما يعكس استمرار الثقة في النمو الاقتصادي العالمي وتراجع تكاليف الاقتراض.
ارتفع مؤشر “ستوكس أوروبا 600” بنسبة 0.2% في بداية التداول، مع تصدر قطاع الرعاية الصحية المكاسب. يأتي هذا الارتفاع في أعقاب إعلان “نوفو نورديسك” عن إطلاق أقراص الدواء في الولايات المتحدة في يناير، مما يمثل خطوة هامة في علاج السمنة والسكري باستخدام فئة أدوية “جي إل بي – 1 إس”.
أداء الأسهم الأوروبية وتأثير قطاع الأدوية
يعكس أداء الأسهم الأوروبية القوي هذا العام تفاؤلاً متزايداً بشأن الاقتصاد العالمي. توشك الأسهم الأوروبية على إغلاق عام ثالث على التوالي من المكاسب، مع توقعات بتحقيق أحد أقوى الأداءات الفصلية خلال العامين الماضيين. هذا النمو مدعوم بتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما يزيد من جاذبية الاستثمار في الأسواق الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التدابير المالية المتخذة في تعزيز ثقة الشركات وإعادة إشعال اهتمام المستثمرين. يستفيد السوق الأوروبي أيضاً من التوسع في قطاع الذكاء الاصطناعي، مما يوفر فرصاً استثمارية جديدة.
تباين أداء القطاعات
على الرغم من الأداء العام الإيجابي، لوحظ تباين في أداء القطاعات المختلفة. حققت القطاعات الدفاعية، مثل الاتصالات والخدمات المالية، مكاسب ملحوظة. في المقابل، كان أداء القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، مثل السفر والترفيه والطاقة، أضعف نسبياً.
يعكس هذا التباين حالة عدم اليقين بشأن مسار النمو الاقتصادي العالمي. ففي حين أن التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي والتدابير المالية يدعم النمو، إلا أن المخاوف بشأن التضخم والتوترات الجيوسياسية قد تؤثر سلباً على بعض القطاعات.
توقعات النمو الاقتصادي وتأثير أسعار الفائدة
يرى خبراء اقتصاديون أن آفاق الأسهم الأوروبية في عام 2026 تبدو واعدة. وفقاً لألبرتو توكيو، مدير المحافظ الاستثمارية في “كايروس بارتنرز”، فإن التدابير المالية تلعب دوراً حاسماً في تعزيز ثقة المستثمرين والشركات. كما أن المنطقة مهيأة للاستفادة من النمو المتسارع في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار. تعتمد توقعات النمو الاقتصادي على استمرار تراجع التضخم واستقرار أسعار الفائدة. أي تغييرات غير متوقعة في السياسة النقدية أو ظهور صدمات اقتصادية جديدة قد تؤثر سلباً على أداء الأسواق.
تعتبر أدوية السمنة، مثل “ويغوفي”، من العوامل المساهمة في نمو قطاع الرعاية الصحية. هذا النمو مدفوع بزيادة الوعي بأهمية الصحة واللياقة البدنية، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم. من المتوقع أن يستمر الطلب على هذه الأدوية في النمو في السنوات القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع التكنولوجيا نمواً سريعاً، مدفوعاً بالابتكارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. تستثمر الشركات الأوروبية بكثافة في هذه التقنيات، مما يعزز قدرتها التنافسية على المستوى العالمي. هذا الاستثمار يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.
في الختام، من المتوقع أن يستمر أداء الأسهم الأوروبية في التحسن في المدى القصير والمتوسط، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي العالمي وتراجع تكاليف الاقتراض. ومع ذلك، يجب على المستثمرين مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب، والاستعداد للتكيف مع أي تغييرات غير متوقعة. سيراقب السوق عن كثب قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة في الأشهر القادمة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الجيوسياسية التي قد تؤثر على الاستثمار.
