شهدت صناعة الألعاب في الصين نموًا ملحوظًا في عام 2025، حيث تجاوزت الإيرادات الإجمالية 350 مليار يوان (حوالي 49.6 مليار دولار أمريكي)، وفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الصينية للنشر الصوتي والفيديو الرقمي. يمثل هذا زيادة بنسبة 7.68% مقارنة بالعام السابق، مما يؤكد مكانة الصين كأحد أكبر أسواق الألعاب في العالم. التقرير سلط الضوء أيضًا على زيادة عدد اللاعبين والنمو القوي للألعاب الصينية على الصعيدين المحلي والدولي.
تم الكشف عن هذه النتائج خلال المؤتمر السنوي لصناعة الألعاب الصينية لعام 2025 الذي عقد في شنغهاي. وأشار التقرير إلى أن عدد اللاعبين في جميع أنحاء البلاد وصل إلى 683 مليون مستخدم، بزيادة طفيفة قدرها 1.35% عن العام الماضي. هذا النمو يعكس استمرار شعبية الألعاب كشكل من أشكال الترفيه في الصين.
تطور سوق الألعاب الصينية
يعزى النمو المستمر في صناعة الألعاب إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، التحسينات المستمرة في الابتكار التكنولوجي، بما في ذلك تطوير ألعاب جديدة بتقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي والمعزز، قد جذبت المزيد من اللاعبين. ثانيًا، شهدت الألعاب المحلية أداءً قويًا، مما ساهم في زيادة الإيرادات الإجمالية للسوق.
الأداء المحلي والدولي
حققت الألعاب الصينية إيرادات داخلية بلغت 291 مليار يوان في عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، بلغت الإيرادات الخارجية الفعلية 20.45 مليار دولار أمريكي، متجاوزة بذلك حاجز الـ 100 مليار يوان للسنة السادسة على التوالي. هذا يشير إلى أن الألعاب الصينية تكتسب شعبية متزايدة في الأسواق العالمية.
يعكس هذا النجاح الدولي جهود الشركات الصينية لتوسيع نطاق وصولها إلى أسواق جديدة، بالإضافة إلى تحسين جودة الألعاب التي تقدمها. كما أن زيادة الاستثمار في التسويق والترويج للألعاب الصينية في الخارج ساهمت في هذا النمو.
دور الحكومة واللوائح التنظيمية
تلعب الحكومة الصينية دورًا هامًا في تنظيم قطاع الألعاب. في السنوات الأخيرة، تم تطبيق لوائح أكثر صرامة لحماية اللاعبين القصر، بما في ذلك تقييد وقت اللعب وتحديد المحتوى المناسب للأعمار. على الرغم من أن هذه اللوائح قد أثارت بعض المخاوف في البداية، إلا أنها تهدف إلى ضمان بيئة لعب صحية ومسؤولة.
أكد التقرير أن هذه الجهود لم تعيق نمو الصناعة، بل ساهمت في تعزيزها على المدى الطويل. من خلال التركيز على الجودة والمسؤولية الاجتماعية، يمكن لصناعة الألعاب الصينية أن تستمر في الازدهار.
مستقبل صناعة الألعاب في الصين
تتوقع التقديرات أن ألعاب الفيديو ستستمر في النمو في الصين في السنوات القادمة. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل المنافسة المتزايدة من الأسواق الأخرى والتقلبات الاقتصادية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات الصينية الاستمرار في الابتكار وتطوير ألعاب جديدة تلبي احتياجات وتوقعات اللاعبين.
يركز قطاع الترفيه الرقمي بشكل متزايد على تقنيات جديدة مثل الميتافيرس (Metaverse) والذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا كبيرًا في تشكيل مستقبل صناعة الألعاب في الصين.
من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من المناقشات حول اللوائح التنظيمية الجديدة المحتملة، بالإضافة إلى استثمارات إضافية في البحث والتطوير. سيراقب المراقبون عن كثب تأثير هذه التطورات على نمو صناعة الألعاب في الصين في عام 2026.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تستمر الشركات الصينية في البحث عن فرص للتعاون مع شركات أجنبية لتوسيع نطاق وصولها إلى الأسواق العالمية وتعزيز قدراتها التكنولوجية. هذه الشراكات يمكن أن تساعد في دفع الابتكار وتعزيز النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي.