استهدفت روسيا بشكل متزايد موانئ أوديسا والبنية التحتية الحيوية في المنطقة، في تصعيد يهدف إلى تقويض القدرات الاقتصادية لأوكرانيا والضغط عليها. وتأتي هذه الهجمات في وقت حرج بالنسبة لكييف، مع سعيها للحفاظ على خطوط الإمداد والتصدير عبر البحر الأسود. وآخر هذه الهجمات، والتي استمرت طوال عطلة نهاية الأسبوع، ركزت على ميناء بيفديني وجسر استراتيجي على نهر دنيستر.

هجمات على موانئ أوديسا والبحر الأسود

أفادت وكالات الأنباء وشهود عيان بهجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على ميناء بيفديني جنوب أوكرانيا، مما أدى إلى أضرار في خزانات الوقود. تزامنت هذه الهجمات مع ضربة سابقة للميناء نفسه، أسفرت عن إصابة العشرات ومقتل ثمانية أشخاص، وفقاً لنائب رئيس الوزراء الأوكراني، أولكيسي كولوبا. تشير هذه الأحداث إلى حملة جوية مكثفة تستهدف إقليم أوديسا، الذي يضم موانئ رئيسية تعتبر ضرورية لصادرات أوكرانيا وإمداداتها بالوقود.

استهداف البنية التحتية الحيوية

بالإضافة إلى ميناء بيفديني، استهدفت القوات الروسية جسراً على مصب نهر دنيستر بالقرب من قرية ماياكي. يعتبر هذا الجسر نقطة عبور حيوية داخل الإقليم، والطريق الرئيسي المؤدي إلى المعابر الحدودية مع مولدوفا. وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل حركة المرور، مما استدعى تحويل المسافرين إلى معابر بديلة، بما في ذلك استخدام العبارات النهرية.

أكدت السلطات الأوكرانية أنها تعمل على إنشاء طرق بديلة لضمان استمرار حركة التنقل، على الرغم من اشتداد الهجمات. وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف البنية التحتية اللوجستية في المنطقة، مما يعيق قدرة أوكرانيا على التجارة والنقل.

تداعيات التصعيد على الاقتصاد الأوكراني

ترى كييف أن التصعيد الروسي يمثل محاولة متعمدة لزعزعة الاستقرار الداخلي من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية. يأتي هذا في ظل عدم تحقيق روسيا اختراقات كبيرة على الجبهات القتالية. وقال فيكتور ميكيتا، نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، إن هذه المحاولات واضحة، وأن السلطات والمواطنين في أوديسا يتصدون لها معاً.

تعتبر منطقة أوديسا مركزاً اقتصادياً هاماً لأوكرانيا، حيث تساهم موانئها بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. تهدف الهجمات الروسية إلى تعطيل هذه الأنشطة الاقتصادية، وتقليل قدرة أوكرانيا على تمويل جهودها الحربية. كما أن استهداف البنية التحتية الحيوية يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، مع انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية.

شهد الإقليم الأسبوع الماضي واحداً من أشد الهجمات الجوية منذ بداية الحرب، مما أدى إلى أضرار جسيمة في منشآت الطاقة وانقطاع واسع للكهرباء. وقد أثرت هذه الانقطاعات على مئات الآلاف من المدنيين، حيث اضطروا للتعايش في الظلام لأيام. كما أبلغت تركيا عن تضرر ثلاث سفن ترفع علمها جراء هذه الضربات على الموانئ في ديسمبر.

ردود الفعل الروسية

جاءت هذه الهجمات ردًا على هجمات أوكرانية متزايدة بطائرات مسيرة بحرية على ناقلات نفط روسية، والتي تصفها موسكو بـ”أسطول الظل”. تستخدم روسيا هذا الأسطول لتجاوز العقوبات الدولية، ونقل النفط الذي يمثل المصدر الرئيسي لإيراداتها المستخدمة في تمويل الحرب. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد توعد علناً بقطع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود في رد مباشر على هذه الهجمات.

أدت الهجمات إلى زيادة المخاوف الدولية بشأن الأمن في البحر الأسود والتهديدات التي تواجهها حركة الملاحة التجارية. وتدعو المنظمات الدولية إلى ضرورة حماية الموانئ والبنية التحتية المدنية، وضمان استمرار تدفق الإمدادات الغذائية والإنسانية.

من المتوقع أن تستمر الهجمات الروسية على موانئ أوديسا والبنية التحتية الحيوية في المنطقة في المدى القصير. وستراقب كييف عن كثب التطورات على الجبهات القتالية، وتقييم مدى تأثير هذه الهجمات على قدراتها الاقتصادية والعسكرية. كما ستواصل أوكرانيا الضغط على حلفائها الغربيين لزيادة الدعم العسكري والاقتصادي، وتعزيز العقوبات على روسيا. يبقى الوضع في البحر الأسود متقلباً وغير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة وتحليلاً مستمراً.

شاركها.