تذبذب سعر الذهب اليوم قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في فنزويلا. ويراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم الأمريكية المقرر الإعلان عنها غداً، والتي قد تلقي الضوء على قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة. هذا الترقب، بالإضافة إلى عوامل أخرى، يدفع سعر الذهب نحو تسجيل أداء استثنائي هذا العام.

في وقت سابق من اليوم، تداول الذهب قرب مستوى 4320 دولاراً للأونصة، بعد ارتفاع بنسبة 0.8% في اليوم السابق. هذا الارتفاع يجعله على بُعد حوالي 60 دولاراً من أعلى سعر له على الإطلاق والذي تم تسجيله في أكتوبر الماضي. ويأتي هذا الأداء القوي وسط مخاوف متزايدة بشأن النمو الاقتصادي العالمي وزيادة المخاطر الجيوسياسية.

تأثير السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية على سعر الذهب

تعتبر أسعار الفائدة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على جاذبية الذهب. أسعار الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يزيد الطلب عليه. أشارت تصريحات حديثة من مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم قد يواصلون تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل، لكنهم حذروا من أنهم سيراقبون عن كثب بيانات التضخم قبل اتخاذ أي قرار.

علاوة على ذلك، أضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعمه لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، وهو ما عزز التوقعات بتبني بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر تساهلاً. حسب تقديرات السوق حالياً، يبلغ احتمال خفض الفائدة في اجتماع يناير القادم حوالي 25%.

تصاعد الأزمة في فنزويلا

كما تلقى الذهب دعماً من تصاعد التوترات في فنزويلا. فقد فرضت الولايات المتحدة حصاراً على جميع ناقلات النفط الفنزويلية، مما زاد الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. وقد أدى هذا التصعيد إلى ارتفاع أسعار النفط، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وفي هذا السياق، عرض زعماء المكسيك والبرازيل التوسط في الأزمة، في محاولة لتجنب المزيد من التصعيد. الوضع في فنزويلا لا يزال متقلباً ويتطلب متابعة دقيقة من المستثمرين.

أداء استثنائي للذهب والبلاتين هذا العام

يشهد الذهب هذا العام أداءً استثنائياً، حيث ارتفع بنحو الثلثين، ويتجه نحو تسجيل أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، بما في ذلك عمليات الشراء من البنوك المركزية، وتراجع المستثمرين عن ديون الحكومات والعملات الرئيسية، والطلب المتزايد على المعادن الثمينة كمخزن للقيمة.

وقد شهدت الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المدعومة بالذهب زيادة في الاحتياطيات بنسبة 18% هذا العام، مما يشير إلى اهتمام متزايد من جانب المستثمرين المؤسسين والأفراد. يُظهر هذا التوجه ثقة المستثمرين في الذهب كأصل يحافظ على قيمته في أوقات التقلبات الاقتصادية والسياسية.

البلاتين أيضاً يشهد صعوداً قوياً، حيث ارتفع إلى قرب 2000 دولار للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه. يرجع ذلك إلى توقعات بتعافي الطلب الصناعي على البلاتين، بالإضافة إلى المخاوف بشأن نقص الإمدادات.

بحلول الساعة 11:03 صباحاً في لندن، تراجع سعر الذهب بشكل طفيف إلى 4325.23 دولاراً للأونصة. في المقابل، وصل سعر البلاتين إلى 1923.39 دولاراً للأونصة بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ عام 2008. كما سجلت الفضة انخفاضاً طفيفاً، في حين ارتفع البلاديوم. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1%.

يشير التطورات الحالية إلى أن سعر الذهب سيستمر في الاستفادة من حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. من المتوقع أن تكون بيانات التضخم الأمريكية غداً هي المحرك الرئيسي لتحركات السوق في المدى القصير. يجب على المستثمرين مراقبة هذه البيانات عن كثب وتقييم تأثيرها المحتمل على أسعار الفائدة وسياسة الاحتياطي الفيدرالي، فضلاً عن متابعة التطورات الجيوسياسية في مناطق مثل فنزويلا التي قد تؤثر على الطلب على الملاذات الآمنة كالذهب.

شاركها.