في تطور لافت، تجاوزت ثروة إيلون ماسك حاجز 700 مليار دولار أمريكي، ليصبح أول شخص في التاريخ يحقق هذا الإنجاز. جاء هذا الارتفاع بعد قرار قضائي ألغى حزمة أجور ضخمة كانت قد جُمّدت سابقًا في شركة تسلا، مما أدى إلى قفزة كبيرة في قيمة أسهمه وثروته الإجمالية. هذا الحدث يعيد إحياء النقاش حول توزيع الثروة في قطاع التكنولوجيا، ومستقبل شركة تسلا نفسها.

إيلون ماسك يتصدر قائمة أغنى الأثرياء في العالم

ارتفعت ثروة ماسك إلى حوالي 749 مليار دولار، وفقًا لتقديرات مجلة فوربس، بعد إلغاء المحكمة العليا في ولاية ديلاوير لحكم سابق كان يجمد خيارات الأسهم في تسلا بقيمة تقارب 139 مليار دولار. كان الحكم الأصلي قد صدر بناءً على دعوى قضائية من مساهمين اعتبروا أن حزمة الأجور لم تكن عادلة، نظرًا للنفوذ الكبير الذي يتمتع به ماسك داخل الشركة.

إلغاء هذا الحكم أزال خصمًا كبيرًا كان قد فرض على صافي ثروة ماسك منذ يناير 2024، وأضاف حوالي 69.5 مليار دولار إلى ثروته في يوم واحد. يعكس هذا القرار تحولًا كبيرًا في الوضع القانوني والمالي لماسك، ويؤكد على أهمية أسهم تسلا في تحديد صافي ثروته.

تسلا وسبيس إكس: مصادر الثروة الرئيسية

أصبحت تسلا مرة أخرى المصدر الأكبر لثروة ماسك، حيث يمتلك حوالي 12% من الأسهم العادية للشركة، بقيمة تقارب 199 مليار دولار. بالإضافة إلى خيارات الأسهم التي أعيدت إليه، تبلغ القيمة الإجمالية لاستثماراته في تسلا حوالي 338 مليار دولار.

ومع ذلك، لا يزال لدى ماسك استثمارات كبيرة أخرى، أبرزها حصته البالغة 42% في شركة سبيس إكس. تُقدر قيمة هذه الحصة حاليًا بنحو 336 مليار دولار، بعد أن ارتفع تقييم سبيس إكس إلى 800 مليار دولار في صفقة خاصة هذا الشهر، مقارنة بـ400 مليار دولار في أغسطس الماضي.

يعتقد الكثيرون أن سبيس إكس قد تكون المفتاح لكي يصبح ماسك أول تريليونير في العالم، خاصة مع التوقعات بطرح عام أولي محتمل للشركة في عام 2026. قد يؤدي هذا الطرح إلى رفع تقييم سبيس إكس إلى حوالي 1.5 تريليون دولار، مما يزيد من ثروة ماسك بشكل كبير.

فجوة متزايدة بين ماسك وبقية الأثرياء

أصبح الفارق بين ثروة إيلون ماسك وثروات بقية الأثرياء في العالم كبيرًا بشكل غير مسبوق. فقد بلغت ثروة لاري بايج، الشريك المؤسس لشركة جوجل، ثاني أغنى شخص في العالم، حوالي 253 مليار دولار فقط، أي أقل من ثروة ماسك بنحو نصف تريليون دولار.

تعكس هذه الفجوة الهائلة النمو السريع لشركات التكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى قدرة ماسك الفريدة على تحويل الأفكار الجريئة والمشاريع عالية المخاطر إلى نجاحات مالية هائلة. كما أنها تثير تساؤلات حول العدالة في توزيع الثروة، وتأثير الشركات الكبرى على الاقتصاد العالمي.

في نوفمبر الماضي، منحت تسلا ماسك حزمة أجور جديدة تعتبر الأضخم على الإطلاق، والتي قد تمنحه ما يصل إلى تريليون دولار من الأسهم الإضافية إذا حققت الشركة أهدافًا طموحة خلال العقد القادم. تشمل هذه الأهداف مضاعفة القيمة السوقية للشركة أكثر من ثماني مرات، وتوسيع نطاق عملياتها عالميًا.

الخطوة التالية ستكون مراقبة أداء تسلا وسبيس إكس في السنوات القادمة، وتقييم مدى قدرتهما على تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعتها الإدارة. كما سيكون من المهم متابعة أي تطورات قانونية أو تنظيمية قد تؤثر على ثروة ماسك أو على مستقبل شركاته. هناك أيضًا حالة من عدم اليقين بشأن توقيت ومضمون الطرح العام الأولي المحتمل لسبيس إكس، وهو حدث قد يغير بشكل كبير المشهد المالي العالمي.

شاركها.