حافظت الأسواق الآسيوية على زخمها الإيجابي الذي اكتسبته من أداء وول ستريت في نهاية الأسبوع الماضي، مع تداول حذر في ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة. شهد الين الياباني تراجعاً ملحوظاً بعد قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود. يعكس هذا التحرك تحولاً في السياسة النقدية اليابانية، مما أثر على حركة الأسهم اليابانية وأسعار الصرف.
جاء هذا التطور في أعقاب بيانات اقتصادية متباينة من اليابان، حيث أظهرت أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ارتفاعاً بنسبة 3.0% على أساس سنوي في شهر نوفمبر، وهو المعدل نفسه الذي تم تسجيله في الشهر السابق. ومع ذلك، فإن تأثير هذا الارتفاع على الاقتصاد الياباني بشكل عام لا يزال قيد التقييم. وقد أثار هذا القرار تساؤلات حول مسار الاقتصاد الياباني في المستقبل القريب.
تأثير رفع أسعار الفائدة على الأسواق المالية
ارتفعت أسعار الفائدة في اليابان بشكل غير متوقع، مما أدى إلى رد فعل فوري من قبل المستثمرين. وقد توقع المحللون هذا التحرك، لكن سرعته فاجأت العديد منهم، مما دفعهم إلى مراجعة توقعاتهم بشأن الأداء المستقبلي لليورو والدولار مقابل الين. وبحسب تقارير رويترز، يراقب المستثمرون عن كثب تصريحات محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، للحصول على مزيد من الإشارات حول التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية.
سجل سعر صرف الدولار الأمريكي 156.03 ين، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.3% ليصل إلى 182.96 ين. وشهدت أسواق الأسهم في المنطقة أداءً جيداً، حيث ارتفع مؤشر نيكي في اليابان بنسبة 1.3%، ومؤشر كوريا الجنوبية بنسبة 0.8%، ومؤشر تايوان بنسبة 1.3%.
يعزى هذا الارتفاع في أسعار الأسهم بشكل جزئي إلى الأداء القوي لشركة ميكرون للتقنية، والتي تعتبر من الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا. كما ساهم مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ في تعزيز هذا الزخم، حيث ارتفع بنسبة 0.7%. شهدت الأسهم الصينية الرئيسية أيضاً ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.6%.
أداء أسعار السلع والطاقة
في المقابل، انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.3% لتصل إلى 4,319 دولاراً للأونصة. كما شهدت أسعار الفضة تصحيحاً بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، استمر الطلب على البلاتين والبلاديوم كما هو.
أما في سوق النفط، فقد تلقت الأسعار دعماً جزئياً بسبب احتمال فرض عقوبات أمريكية إضافية على روسيا، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتعطيل الإمدادات نتيجة للحصار المفروض على ناقلات النفط الفنزويلية. وبحسب بيانات التداول، انخفض خام برنت بنسبة 0.2% ليصل إلى 59.71 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% ليصل إلى 56.00 دولاراً للبرميل.
وتشير التحليلات إلى أن أسعار النفط قد تشهد المزيد من التقلبات في الأيام القادمة، مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤثر قرار بنك اليابان على تدفقات رأس المال في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في أسعار العملات وأسعار الفائدة.
يعزو الخبراء سبب قوة الأسهم الآسيوية إلى التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي العالمي، مدفوعًا بالتعافي المستمر للاقتصاد الصيني وزيادة الطلب على السلع والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، أدت التوقعات بتباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تحسين معنويات المستثمرين.
في الختام، من المقرر أن يجتمع بنك اليابان مرة أخرى في يناير القادم لمراجعة سياسته النقدية. يشير المحللون إلى أنهم سيراقبون عن كثب أي تغييرات في التوجهات المستقبلية للبنك، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية. ستكون البيانات الاقتصادية القادمة وتصريحات المسؤولين الحكوميين حاسمة في تحديد مسار السوق في الأشهر المقبلة.
