يستعد سوق الأسهم السعودية لتحقيق أداء إيجابي خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، مدفوعاً بتقييمات جذابة وتوقعات بتدفق استثمارات جديدة من المؤسسات والصناديق. يأتي هذا التفاؤل بالتزامن مع ارتفاع المؤشر العام “تاسي” نحو 1% في بداية تداول اليوم الأحد، مسجلاً 10552.7 نقطة، بدعم من الأسهم القيادية الرئيسية.
توقعات إيجابية لـ سوق الأسهم السعودية في ظل تحسن المؤشرات
أظهرت بداية تداول اليوم الأحد زخماً إيجابياً في سوق الأسهم السعودية، مع صعود أسهم كبرى الشركات مثل أرامكو، وشركة سابك، وأكوا باور، والبنك الراجحي، والبنك الأهلي السعودي. يعزو المحللون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها تحسن معنويات المستثمرين والتطورات الإيجابية في الأسواق العالمية.
ترى ماري سالم، المحللة المالية، أن السوق يشهد تحسناً في الإقبال الشرائي، خاصةً مع توقعات بضخ سيولة جديدة من قبل المستثمرين المؤسسيين في الأسابيع القليلة القادمة. وأضافت أن الأداء القوي للأسواق العالمية، وبالأخص الأمريكية، في نهاية الأسبوع الماضي، ساهم في تعزيز هذا التوجه.
من جهته، أكد إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين، أن التراجعات التي شهدها السوق منذ بداية العام، والتي بلغت حوالي 13%، قد خلقت فرصاً استثمارية جيدة. وأشار إلى أن التقييمات الحالية باتت مغرية للمستثمرين، مما يجعل الوقت الحالي مناسباً لدخول السوق.
تأثير تباطؤ التضخم الأمريكي
وأوضح عبد الله أن تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة يعزز فرص خفض أسعار الفائدة، مما سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية من خلال تقليل تكلفة الاقتراض على الشركات وزيادة جاذبية السوق مقارنة بالأسواق الأخرى.
نتائج الشركات الربعية كمحفز رئيسي
يعتقد المحللون أن نتائج الشركات للربع الأخير من العام الحالي ستكون عاملاً حاسماً في تحديد مسار السوق. فإذا كانت النتائج إيجابية، فمن المتوقع أن تشهد الأسهم ارتفاعاً ملحوظاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات المتعلقة بملكية الأجانب في السوق، مثل تعديل سقف الملكية وإلغاء شروط التأهيل، قد تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
تباين في أداء القطاعات
على الرغم من التوقعات الإيجابية، يشير المحللون إلى وجود تباين في أداء القطاعات المختلفة في سوق الأسهم السعودية. ففي حين تواجه قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والأسمنت بعض الضغوط، إلا أن قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا وتقنية المعلومات تشهد أداءً جيداً.
ويعتبر عبد الله أن معدل الربحية الحالي، البالغ 17.6 مرة، هو الأفضل منذ عام 2023. ومع ذلك، فإنه يشدد على أهمية الانتقائية في اختيار الأسهم، حيث أن معظم القطاعات لا تقدم أداءً متساوياً.
مؤشرات فنية تدعم الارتداد
يرى خبير الأسواق المالية محمد الميموني أن السوق مؤهلة للارتداد بعد وصول المؤشر إلى مستويات منخفضة. ويشير إلى أن اختراق مستوى 10550 نقطة والإغلاق فوقه سيكون إشارة فنية مهمة على تحسن الاتجاه، مع ضرورة عودة السيولة إلى المستويات الطبيعية.
ويضيف الميموني أن تحسن الأسواق الأمريكية وأسعار النفط قد يدعمان الارتداد، لكنه يؤكد على أن الأخبار المحلية وإعلانات الشركات ستكون العامل الحاسم في تحريك السوق. فالعديد من الأسهم تتداول حالياً دون قيمتها العادلة، مما يزيد من جاذبيتها الاستثمارية.
سهم “الرمز للعقارات” وتوقيت الإدراج
أثار طرح سهم “الرمز للعقارات” جدلاً واسعاً بعد أن تداول دون سعر الطرح في أولى جلسات التداول. يعتقد سالم وعبد الله أن هذا الانخفاض يعود إلى توقيت الإدراج، الذي تزامن مع ضعف أداء السوق وانحسار شهية المستثمرين تجاه الاكتتابات، وليس بسبب التسعير.
ومع ذلك، فقد شهد السهم ارتفاعاً ملحوظاً اليوم، حيث ارتفع بنسبة 7% تقريباً. وتتوقع سالم أن يشهد أداء الأسهم المطروحة حديثاً تحسناً في عام 2026، مدفوعاً بالنتائج المالية الإيجابية للشركات. ويؤكد عبد الله أن تقييم الشركة كان معقولاً، حيث تم طرحها بمكرر أقل من متوسط القطاع.
بشكل عام، يشير المحللون إلى أن سوق الأسهم السعودية لديها إمكانات كبيرة للنمو في الفترة القادمة. ومع ذلك، فإنه من الضروري مراقبة التطورات المحلية والعالمية، وكذلك نتائج الشركات، لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. من المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة تطورات مهمة في السوق، بما في ذلك الإعلانات عن نتائج الشركات الربعية والتحديثات المتعلقة بملكية الأجانب. هذه التطورات ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار السوق خلال عام 2026.
