أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، يعرب القضاة، أن العلاقات التجارية بين الأردن والولايات المتحدة تشهد تطوراً ملحوظاً، وأن عام 2026 سيكون عاماً حاسماً في تعزيز هذه الشراكة التجارية. وتوقع الوزير زيادة في حجم التبادل التجاري ودوراً أكبر للقطاع الخاص الأردني في قيادة النمو الاقتصادي، وذلك خلال حفل غرفة التجارة الأمريكية في الأردن السنوي.

تطورات الشراكة التجارية الأردنية الأمريكية

أشار القضاة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد تحسناً كبيراً منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة. فقبل الاتفاقية، كانت واردات الأردن من الولايات المتحدة تقتصر على حوالي 400 مليون دولار أمريكي، بينما لم تتجاوز الصادرات الأردنية 60 مليون دولار.

في العام الماضي 2024، ارتفعت الصادرات الأردنية إلى السوق الأمريكية لتصل إلى حوالي 3 مليارات دولار أمريكي، مما يعكس الأثر الإيجابي للاتفاقية على الاقتصاد الأردني. وتشير الأرقام إلى استمرار هذا النمو، حيث ارتفعت مستوردات المملكة من الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 2025 إلى 1.252 مليار دينار أردني، مقارنة بـ 945 مليون دينار في نفس الفترة من العام السابق، وفقاً لبيانات وزارة الصناعة والتجارة.

دور القطاع الخاص في تعزيز النمو

شدد القضاة على أهمية القطاع الخاص كونه المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي المستدام وجذب الاستثمارات. وأضاف أن الحكومة الأردنية تعمل على تمكين القطاع الخاص وتذليل العقبات التي تواجهه لزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الوزير إلى الفرص الإقليمية الناشئة، لا سيما فيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا، حيث يمكن للأردن أن يلعب دوراً محورياً كمنصة لوجستية واستثمارية في المنطقة. ويأتي هذا في إطار سعي الأردن لتعزيز دورة الأعمال والاستفادة من الفرص المتاحة في محيطه الإقليمي.

توسع التعاون بين السفارة الأمريكية وغرفة التجارة

من جانبه، أكد السفير الأمريكي في عمّان، جيم هولتسنايدر، على التزام السفارة بدعم الشركات الأمريكية العاملة في الأردن وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأوضح أن الشراكة بين السفارة وغرفة التجارة الأمريكية في الأردن تشهد تطوراً ملحوظاً، مع التركيز على تقديم الدعم للشركات في مختلف القطاعات.

وأشار السفير إلى أن التعاون يشمل تقديم المشورة القانونية والتجارية، وتنظيم فعاليات التواصل بين الشركات، وتسهيل الوصول إلى الأسواق. ويهدف هذا التعاون إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة للشركات الأمريكية وتشجيعها على التوسع في السوق الأردنية.

غرفة التجارة الأمريكية تحتفل بـ 25 عاماً من الشراكة

احتفلت غرفة التجارة الأمريكية في الأردن بمرور 25 عاماً على تأسيسها، مؤكدة التزامها المستمر بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن والولايات المتحدة. صرح رئيس الغرفة سامر جودة بأن العام 2025 يمثل محطة مهمة في مسيرة الشراكة، وأن الغرفة ستواصل العمل على فتح أسواق جديدة للشركات الأردنية وتعزيز الروابط مع الحكومة والقطاع الخاص.

كما استعرضت الرئيسة التنفيذية للغرفة رغد الخوجة الإنجازات التي حققتها الغرفة خلال العام الماضي، والتي تضمنت إطلاق مبادرات جديدة لدعم الابتكار وريادة الأعمال، وتنظيم برامج تدريبية لتطوير مهارات العاملين في القطاع الخاص. وتعمل الغرفة بشكل دائم على تحديد التحديات التي تواجه الشركات وتقديم الحلول المناسبة لها.

الاستثمار الأجنبي المباشر والفرص المستقبلية

تعد الولايات المتحدة من أهم الشركاء التجاريين والاستثماريين للأردن. وحسبما تشير البيانات، فإن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر من الولايات المتحدة إلى الأردن يشهد نمواً مطرداً. ويرجع ذلك إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به الأردن، فضلاً عن البيئة الاستثمارية الجاذبة التي توفرها الحكومة.

يرتقب أن يكون عام 2026 نقطة تحول حقيقية، مع استمرار تنفيذ المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات بين القطاعين العام والخاص. من المتوقع أيضاً أن تشهد الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة المزيد من التنوع، مع التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية. وستراقب الحكومة الأردنية وقطاع الأعمال عن كثب تطورات الأوضاع الإقليمية وتأثيرها على حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الأردن والولايات المتحدة، بما في ذلك الوضع في سوريا وتأثيره المحتمل على الفرص الاقتصادية.

شاركها.