أصدرت شركتي جوجل وآبل توصيات لبعض موظفيهما الحاصلين على تأشيرات بعدم السفر خارج الولايات المتحدة، وذلك بسبب التأخيرات المتزايدة في معالجة التأشيرات في السفارات والقنصليات الأمريكية. وقد أرسلت الاستشارات القانونية لكلا الشركتين رسائل بريد إلكتروني تنصح الموظفين الذين يحتاجون إلى ختم تأشيرة للدخول مرة أخرى إلى الولايات المتحدة بتجنب مغادرة البلاد، حيث أن إجراءات معالجة التأشيرات تستغرق وقتاً أطول من المعتاد. هذه التطورات تثير قلقاً بشأن تأشيرات العمل وتأثيرها على قطاع التكنولوجيا.
ووفقاً لنسخ من المذكرات التي اطلعت عليها Business Insider، فإن التأخيرات قد تصل إلى 12 شهراً في بعض السفارات والقنصليات. توصي شركة BAL Immigration Law، التي تمثل جوجل، موظفيها بتجنب السفر الدولي لتجنب “الإقامة المطولة خارج الولايات المتحدة”. كما حذرت شركة Fragomen، التي تمثل آبل، بعض حاملي التأشيرات من السفر دولياً.
تأثيرات التدقيق المعزز للتأشيرات على السفر الروتيني
تعود أسباب هذه التأخيرات إلى تطبيق إجراءات تدقيق إضافية على وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين للحصول على التأشيرات، بما في ذلك حاملي تأشيرات H-1B وعائلاتهم، بالإضافة إلى الطلاب والزائرين. أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنهم يقومون بـ “مراجعة الوجود على الإنترنت للمتقدمين”.
وأضاف المتحدث أن الوزارة قد تعيد جدولة المواعيد بناءً على توافر الموارد، مع إمكانية طلب تحديد مواعيد عاجلة على أساس كل حالة على حدة. وبحسب شركة Reddy Neumann Brown PC، فقد تم تأجيل المواعيد في كل من أيرلندا وفيتنام أيضاً.
التأثير على أنواع التأشيرات المختلفة
تشمل التأشيرات المتأثرة هذه التأخيرات تأشيرات H-1B و H-4 و F و J و M، وفقاً لما ذكرته الاستشارات القانونية لجوجل. هذه التأشيرات تغطي مجموعة واسعة من العمال المهرة والطلاب والزوار.
لم تقدم توصيات الشركتين تفاصيل حول الإجراءات التي يجب على الموظفين الذين غادروا الولايات المتحدة بالفعل ويتعذر عليهم تحديد موعد جديد لاتمام إجراءاتهم اتباعها. وهذا يترك العديد من الموظفين في حالة من عدم اليقين بشأن قدرتهم على العودة إلى الولايات المتحدة.
رفض متحدث باسم جوجل التعليق على الموضوع. ولم ترد آبل بعد على طلب للتعليق من Business Insider.
تذكر هذه التحذيرات الصادرة عن جوجل وآبل بتوصيات مماثلة انتشرت في جميع أنحاء الشركات الأمريكية في سبتمبر الماضي، بعد فرض إدارة ترامب رسوماً قدرها 100 ألف دولار على التأشيرات الجديدة من نوع H-1B. تعتبر هذه التأشيرات ضرورية للعديد من الشركات لتوظيف العمال المهرة.
بشكل عام، يمكن للمواطنين الأجانب العودة إلى الولايات المتحدة بعد السفر إلى الخارج إذا كانوا يحملون تأشيرة سارية المفعول ولا يخضعون لأي قيود على الدخول، بما في ذلك توسيع نطاق حظر السفر الذي تهدف إدارة ترامب إلى تطبيقه في يناير القادم. لكن التدقيق المعزز قد يعقد الأمور.
ينصح محامي الهجرة جيسون فينكيلمان العملاء بالبقاء في الولايات المتحدة إذا لم يكن السفر ضرورياً في الوقت الحالي. ويوضح أن مغادرة الولايات المتحدة للحصول على ختم تأشيرة جديد قد يؤدي إلى التعثر في الخارج إذا تم إلغاء أو تأجيل الموعد القنصلي.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية أن مسؤولي القنصلية لا يصدرون تأشيرة إلا إذا تمكن المتقدم من إثبات قدرته على تلبية جميع المتطلبات القانونية الأمريكية، بما في ذلك نيته في ممارسة أنشطة تتفق مع شروط التأشيرة. هذا التأكيد يعكس التوجه نحو زيادة التدقيق في جميع جوانب عملية إصدار التأشيرات.
يعتبر برنامج H-1B، الذي يقتصر على 85 ألف تأشيرة جديدة سنوياً، خطاً أساسياً لتوظيف الشركات للعمال الأجانب المهرة. لطالما كانت شركات التكنولوجيا الكبرى من بين أكبر مستخدمي هذه التأشيرة، حيث تصدرت شركات مثل أمازون وجوجل ومايكروسوفت وميتا قوائم طلبات التأشيرة الجديدة المعتمدة في السنوات الأخيرة. فقد قدمت Alphabet، الشركة الأم لجوجل، طلبات للحصول على 5,537 تأشيرة H-1B خلال السنة المالية 2024، بينما قدمت آبل طلبات للحصول على 3,880 تأشيرة، وفقاً لتحليل Business Insider للبيانات المتاحة للجمهور من وزارة العمل وخدمات المواطنة والهجرة الأمريكية.
خلال فترة إدارة ترامب، أصبح هذا البرنامج نقطة خلاف سياسية، حيث وصفت الإدارة تأشيرات H-1B بأنها تهديد للوظائف الأمريكية. ويرى منتقدو هذه السياسات وبعض أصحاب العمل أنها تجعل من الصعب والمكلف توظيف عمال جدد.
من المتوقع أن تستمر وزارة الخارجية في مراجعة إجراءات التدقيق الخاصة بها، مع مراقبة تأثيرها على تدفق العمال المهرة إلى الولايات المتحدة. يجب على الشركات والأفراد الذين يعتمدون على تأشيرات الهجرة متابعة التطورات عن كثب والاستعداد للتأخيرات المحتملة. من المهم أيضاً ملاحظة أن أي تغييرات في السياسة قد تؤثر على عملية إصدار التأشيرات في المستقبل.
