أعلنت مجموعة “بي إن بي باريبا” الفرنسية أنها تجري محادثات حصرية مع شركة “مرسيدس-بنز” الألمانية للاستحواذ على وحدة تأجير السيارات التابعة لها، “أثلون”، في صفقة تقدر قيمتها بنحو مليار يورو. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مكانة “بي إن بي باريبا” في سوق تأجير السيارات الأوروبي، وتوسيع نطاق خدماتها في هذا القطاع الحيوي. ومن المتوقع أن تؤثر هذه الصفقة على ديناميكيات المنافسة في السوق.

تأتي هذه المحادثات في وقت تشهد فيه صناعة السيارات تحولات كبيرة، مع تزايد الاهتمام بخدمات التنقل والحلول البديلة للملكية التقليدية. وتسعى الشركات المصنعة والمالية على حد سواء إلى التكيف مع هذه التغيرات من خلال الاستثمار في نماذج أعمال جديدة، مثل تأجير السيارات طويل الأجل وإدارة الأساطيل.

تعزيز مكانة “بي إن بي باريبا” في سوق تأجير السيارات

من خلال الاستحواذ على “أثلون”، ستضيف “بي إن بي باريبا” حوالي 400 ألف سيارة إلى أسطولها الحالي الذي يضم 1.9 مليون سيارة بنظام التأجير الشامل. سيؤدي ذلك إلى رفع إجمالي الأسطول إلى حوالي 2.3 مليون سيارة، مما يقلل الفجوة مع الرائد الأوروبي “أيفنز” التابع لمجموعة “سوسيتيه جنرال”.

الفوائد التشغيلية والمالية

تتوقع “بي إن بي باريبا” تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف من خلال دمج أسطول “أثلون”، بالإضافة إلى تحقيق عائد على رأس المال المستثمر بنسبة 18%. وتقدر المجموعة أن الصفقة ستساهم بحوالي 200 مليون يورو في صافي أرباح المجموعة للسهم الواحد بحلول السنة الثالثة بعد إتمامها.

يُعد نظام التأجير الشامل، الذي يجمع بين التمويل والإدارة في رسوم شهرية ثابتة، نموذجًا جذابًا للعملاء والشركات على حد سواء. فهو يوفر لهم مرونة أكبر وتكاليف تشغيلية أقل، بالإضافة إلى التخلص من مخاطر امتلاك وإدارة الأسطول.

استراتيجية “مرسيدس-بنز” وإعادة التركيز على الأعمال الأساسية

تسعى شركة “مرسيدس-بنز” إلى استخدام العائدات الناتجة عن بيع “أثلون” للاستثمار في أعمالها الأساسية، مثل تطوير السيارات الكهربائية والتقنيات المبتكرة. تتماشى هذه الخطوة مع استراتيجية الشركة لإعادة التركيز على قطاعات النمو الرئيسية وتعزيز قدرتها التنافسية في سوق السيارات العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بيع وحدة تأجير السيارات يسمح لـ “مرسيدس-بنز” بتبسيط هيكلها التنظيمي وتقليل التعقيد التشغيلي. ويركز هذا على جهودها في تطوير وتصنيع السيارات الفاخرة عالية الجودة.

تأثير الصفقة على قطاع السيارات

يعكس هذا الاتجاه المتزايد نحو خدمات التنقل والحلول البديلة للملكية التقليدية. وتشير التقديرات إلى أن سوق إدارة الأساطيل يشهد نموًا مطردًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد من الشركات والمؤسسات على حلول نقل فعالة ومستدامة.

من المتوقع أن تشجع هذه الصفقة شركات أخرى على إعادة تقييم استراتيجياتها في قطاع تأجير السيارات وإدارة الأساطيل، والبحث عن فرص جديدة للنمو والابتكار. كما قد تؤدي إلى زيادة المنافسة في السوق، مما يعود بالنفع على المستهلكين والعملاء.

الجدول الزمني والإجراءات القادمة

تتوقع “بي إن بي باريبا” توقيع اتفاقية البيع والشراء بين شهري فبراير ومارس من العام المقبل. ومن المتوقع أن يتم إغلاق الصفقة في الربع الثالث من عام 2026، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة من الجهات المختصة.

تعتبر الموافقات التنظيمية خطوة حاسمة لإتمام الصفقة، وقد تستغرق بعض الوقت للحصول عليها. ومن المهم متابعة التطورات المتعلقة بهذه الموافقات، بالإضافة إلى أي تغييرات في الظروف الاقتصادية أو السوقية التي قد تؤثر على الصفقة.

بشكل عام، تمثل هذه الصفقة خطوة مهمة في تطور سوق تأجير السيارات الأوروبي، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع. وستراقب الأوساط المالية والاقتصادية عن كثب تطورات هذه الصفقة وتأثيرها على أداء “بي إن بي باريبا” و”مرسيدس-بنز”.

شاركها.