أعلن سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الرائد في المنطقة، عن جذب 11 مؤسسة مالية عالمية جديدة إلى منظومته، مما يعزز مكانته كوجهة استثمارية رئيسية. وتمثل الأصول المدارة لهذه المؤسسات أكثر من 9 تريليونات دولار أمريكي، وهو ما يشكل نموًا ملحوظًا يعكس جاذبية سوق أبوظبي العالمي للمستثمرين الدوليين. جاء هذا الإعلان خلال فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، مسلطًا الضوء على التحول المتسارع لأبوظبي إلى مركز مالي عالمي متكامل.

وقد أعلنت هذه المؤسسات عن خططها للتوسع في السوق، وذلك في بيان صادر عن سوق أبوظبي العالمي يوم الخميس. يمثل هذا التطور دفعة قوية للاقتصاد المحلي ويدعم رؤية أبوظبي كمركز عالمي للأعمال والمال.

ارتفاع الأصول المدارة في سوق أبوظبي العالمي يعزز مكانته الإقليمية

يمثل انضمام هذه المؤسسات المالية نموًا كبيرًا في الأصول المدارة داخل سوق أبوظبي العالمي. فقد ارتفعت هذه الأصول إلى أكثر من 9 تريليونات دولار، مقارنة بـ 635 مليار دولار في عام 2024، و450 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لبيانات المركز. هذا النمو يضع سوق أبوظبي العالمي في مصاف المراكز المالية الأسرع نموًا على مستوى العالم.

مؤسسات عالمية تصوّت بثقتها في أبوظبي

تشمل المؤسسات المالية التي أعلنت عن توسيع وجودها في أبوظبي كل من كانتور فيتزجيرالد، وبي بي في إيه، والبنك العربي السويسري الخليجي المحدود، وبليناري إم إي إنفراستركتشر بارتنرز المحدودة، بالإضافة إلى بنك التنمية الأوراسي، وإي آر إم، ودي إل إيه بايبر. تتنوع أنشطة هذه المؤسسات لتشمل إدارة الأصول، والخدمات المصرفية، والاستثمار في البنية التحتية، والاستشارات في مجال الاستدامة، والخدمات القانونية المتخصصة.

يعكس هذا التنوع في الأنشطة الاهتمام المتزايد بالفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات في أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة ممارسة الأعمال والبيئة التنظيمية الجاذبة تلعب دورًا حاسمًا في جذب هذه المؤسسات إلى السوق.

لماذا يختار المستثمرون سوق أبوظبي العالمي؟

يعود هذا النمو الملحوظ في الاهتمام بسوق أبوظبي العالمي إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة يوفر بيئة آمنة وموثوقة للمستثمرين. ثانيًا، الموقع الاستراتيجي لأبوظبي كمركز وصل بين الشرق والغرب يجعلها بوابة مثالية للأسواق الناشئة. علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية المتطورة والخدمات اللوجستية المتميزة تسهل عمليات الاستثمار والتجارة.

ومع ذلك، يلعب الإطار التنظيمي المتقدم والمتوازن الذي يقدمه سوق أبوظبي العالمي دورًا محوريًا في جذب المؤسسات المالية العالمية. فهو يجمع بين أفضل الممارسات الدولية والمرونة اللازمة لتلبية احتياجات السوق المتغيرة، ويتيح فرصًا للاستثمار في مجالات مثل التمويل المستدام والأصول الرقمية.

أسبوع أبوظبي المالي: منصة لتعزيز التعاون

جاء الإعلان عن انضمام هذه المؤسسات خلال النسخة الرابعة من أسبوع أبوظبي المالي، وهو حدث سنوي يهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، واستعراض أحدث التطورات في الصناعة المالية. وقد شهد الحدث مشاركة واسعة من قادة الأعمال والمستثمرين وصناع السياسات من مختلف أنحاء العالم.

أشار خبراء ماليون إلى أن أسبوع أبوظبي المالي ساهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي حول الفرص الاستثمارية المتاحة في سوق أبوظبي العالمي، وتعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي. وقد أشادوا بالرؤية الطموحة لقيادة الدولة في تحويل أبوظبي إلى مركز مالي عالمي رائد.

الآفاق المستقبلية لسوق أبوظبي العالمي

تتوقع سوق أبوظبي العالمي استمرار مسيرة النمو القوية في السنوات القادمة، مدفوعة بالاستثمارات المتزايدة في القطاعات ذات الأولوية. يهدف المركز إلى تعزيز مكانته ضمن أفضل خمسة مراكز مالية دولية في العالم، من خلال مواصلة تطوير البنية التحتية، وتوسيع نطاق الخدمات، وجذب المزيد من المؤسسات المالية العالمية.

من المتوقع أن يركز السوق بشكل خاص على مجالات مثل إدارة الأصول، والأصول الرقمية، والتمويل المستدام والأخضر، والخدمات المتقدمة للمكاتب العائلية والثروات الخاصة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه المركز، بما في ذلك المنافسة الشديدة من المراكز المالية الأخرى، وتقلبات الأسواق العالمية، والتشريعات المتغيرة. وستحتاج سوق أبوظبي العالمي إلى الاستمرار في التكيف والابتكار للحفاظ على مكانته التنافسية في المستقبل.

في الختام، يمثل هذا النمو في الأصول المدارة مؤشرًا قويًا على النجاح الذي حققه سوق أبوظبي العالمي في جذب الاستثمارات العالمية. وستكون الخطوة التالية هي مواصلة تعزيز مكانة المركز كوجهة استثمارية مفضلة، والعمل على تطوير بيئة أعمال أكثر جاذبية ومرونة. يتوقع مراقبون صدور المزيد من الإعلانات حول توسعات مؤسسية جديدة في الأشهر المقبلة، مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي متكامل.

شاركها.