شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا طفيفًا يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية مدفوعة بتوقعات إيجابية من بنك غولدمان ساكس حول قيود المعروض من المناجم. ومع ذلك، حدّ صعود الدولار الأمريكي من زخم المكاسب. ويُعد النحاس من المعادن الصناعية الهامة، ويراقب المستثمرون عن كثب تطورات الأسعار في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.
سجل سعر النحاس القياسي لتسليم ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن ارتفاعًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 11,787 دولارًا للطن المتري، مقتربًا من أعلى مستوى قياسي له على الإطلاق عند 11,952 دولارًا الذي سُجل الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يسجل المعدن مكاسب أسبوعية بنسبة 2.4%، بعد ارتفاعه بنحو 35% منذ بداية العام.
غولدمان ساكس يراهن على شح معروض النحاس
أكد بنك غولدمان ساكس في مذكرة حديثة أن النحاس يظل المعدن الصناعي المفضل لديهم على المدى الطويل، نظرًا للقيود الفريدة التي تواجه إمدادات المناجم، بالإضافة إلى النمو القوي في الطلب الهيكلي. وتوقع البنك أن يصل سعر النحاس إلى 15 ألف دولار للطن بحلول عام 2035.
ويرجع هذا التوقع إلى عدة عوامل، منها زيادة الطلب على النحاس في قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، بالإضافة إلى نقص الاستثمارات الجديدة في مشاريع تعدين النحاس. وتشير التقديرات إلى أن هناك فجوة متزايدة بين العرض والطلب على النحاس في السنوات القادمة.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.3%، مما أثر سلبًا على أسعار المعادن المقومة بالدولار الأمريكي، حيث يجعل ارتفاع قيمة الدولار هذه المعادن أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
توقعات متفاوتة لأسعار النحاس
ترى تو لان نغوين، رئيسة أبحاث السلع في بنك كومرتس بنك، أن القصة الحالية تدور بالكامل حول المعروض في سوق النحاس. وتتوقع نغوين أن يتحرك السعر بشكل مستدام نحو 12 ألف دولار خلال الشهر المقبل، لكنها تشير إلى أن المجال المتاح لمزيد من الارتفاع أصبح أضيق.
وتضيف نغوين أن ارتفاع أسعار النحاس قد يشجع على زيادة الاستثمارات في إنتاج المناجم، لكن هذا سيستغرق وقتًا حتى يؤتي ثماره. في الوقت نفسه، دفعت الأسعار المنخفضة للنيكل أكبر منتج عالمي، إندونيسيا، إلى خفض إنتاجها.
تباين أداء المعادن الصناعية الأخرى
شهدت أسعار النيكل ارتفاعًا لليوم الثالث على التوالي، مسجلة صعودًا بنسبة 0.7% إلى 14,745 دولارًا للطن، بعد أن اقترحت الحكومة الإندونيسية تقليص إنتاج خام النيكل بنحو الثلث إلى 250 مليون طن العام المقبل. ويرجع هذا القرار إلى رغبة إندونيسيا في زيادة قيمة مضافتها من خلال معالجة النيكل محليًا بدلاً من تصديره كمادة خام.
كما ارتفع الألومنيوم بنسبة 0.4% إلى 2,927.50 دولار للطن، محققًا مكاسب لليوم الرابع على التوالي، بعد إعلان شركة ساوث 32 إغلاق مصهر موزال في مارس المقبل. ومع ذلك، يتوقع غولدمان ساكس أن يتفوق النحاس على الألومنيوم في عام 2026، مدفوعًا بتوسع الصين في تأمين المعادن الحيوية.
في المقابل، تراجعت أسعار الزنك بنسبة 0.1% إلى 3,061.50 دولار للطن، بينما ارتفع الرصاص بنسبة 0.7% إلى 1,977.50 دولار، وصعد القصدير بنسبة 1.4% إلى 43,430 دولارًا للطن، ليلامس أعلى مستوياته منذ أبريل 2022.
من المتوقع أن يستمر التركيز على تطورات العرض والطلب على النحاس والمعادن الصناعية الأخرى في الأسابيع القادمة. ويراقب المحللون عن كثب البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم، بالإضافة إلى أي تطورات جيوسياسية قد تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية. وستكون قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة أيضًا ذات تأثير كبير على أسعار المعادن.
