:
شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قاربت مستوى قياسيًا، بالتزامن مع صعود أسعار المعادن الأخرى. يأتي هذا الارتفاع عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، مع الإبقاء على التوقعات بإمكانية إجراء المزيد من التخفيضات في المستقبل. ويعكس هذا التوجه تأثيرًا إيجابيًا على أسواق المعادن عالميًا، مدفوعًا بتوقعات تحفيز النمو الاقتصادي.
ارتفع سعر النحاس في البداية بنسبة 1.5% في تداولات لندن، قبل أن يعود ويتراجع ليحقق مكاسب بنسبة 0.5%، مسجلاً 11612.50 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد في بورصة لندن للمعادن. هذا التقلب يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق، بينما يُظهر أيضًا قوة الطلب على هذا المعدن الحيوي. في الوقت نفسه، ارتفع سعر الألمنيوم بنسبة 0.3% والزنك بنسبة 0.1%.
تأثير خفض الفائدة على أسعار النحاس والمعادن
يعتبر قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، أمرًا بالغ الأهمية لأسواق المعادن. تهدف هذه الخطوة إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من الطلب على المعادن الصناعية مثل النحاس والألمنيوم والزنك. ومع ذلك، أشار البنك المركزي الأمريكي إلى مزيد من الحذر بشأن التخفيضات المستقبلية، وهو ما أدى إلى بعض التقلبات في الأسعار.
السياسات النقدية العالمية ودعم أسعار المعادن
لم يكن الاحتياطي الفيدرالي وحده من اتخذ إجراءات نقدية مؤخرًا. أعلنت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عن التزامها بمواصلة اتباع نهج مالي “استباقي” والحفاظ على سياسة نقدية “معتدلة التيسير”. هذا الدعم النقدي من قبل القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين يعزز بشكل كبير الطلب العالمي على المعادن، وبالتالي يدعم أسعارها.
شهدت أسعار المعادن الصناعية ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بشكل أساسي بتخفيف السياسات النقدية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت عوامل أخرى مثل اضطرابات المناجم ونقص المعروض خارج الولايات المتحدة في زيادة الضغط على الأسعار. يتجه المتداولون إلى تخزين النحاس والمعادن الأخرى تحسبًا لرسوم جمركية محتملة قد يتم فرضها في المستقبل.
الطلب المتزايد على النحاس من قطاع الطاقة المتجددة
يستفيد النحاس بشكل خاص من النمو السريع في قطاع الطاقة المتجددة. يستخدم النحاس على نطاق واسع في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وشبكات نقل الطاقة. مع تزايد الاستثمارات في الطاقة النظيفة حول العالم، من المتوقع أن يظل الطلب على النحاس قويًا على المدى الطويل، مما يدعم أسعاره.
في المقابل، انخفضت أسعار خام الحديد المستقبلي بنسبة 0.8% في سنغافورة، لتصل إلى 101.90 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد. يعكس هذا الانخفاض تباطؤًا في قطاع البناء والتشييد في الصين، وهو المستهلك الرئيسي لخام الحديد. ومع ذلك، لا يزال خام الحديد يلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تشهد أسعاره تقلبات مستمرة.
النحاس هو معدن أساسي في العديد من الصناعات، بما في ذلك البناء والكهرباء والنقل. يعتبر أداء النحاس مؤشرًا رئيسيًا على الصحة العامة للاقتصاد العالمي. الارتفاعات الأخيرة في أسعار النحاس تشير إلى تحسن في التوقعات الاقتصادية، ولكنها أيضًا تثير مخاوف بشأن التضخم المحتمل.
تعتبر الرسوم الجمركية المحتملة على النحاس، التي أشار إليها البعض، عاملًا إضافيًا يؤثر على الأسعار. قد تؤدي هذه الرسوم إلى تقليل المعروض من النحاس في بعض الأسواق، مما يزيد من الضغط على الأسعار. من المهم مراقبة التطورات المتعلقة بالسياسات التجارية العالمية لفهم تأثيرها على أسواق المعادن.
بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في الدول المنتجة للنحاس، مثل تشيلي وبيرو. يمكن أن تؤثر الأحداث غير المتوقعة في هذه الدول على المعروض العالمي من النحاس، وبالتالي على الأسعار.
في الختام، من المتوقع أن تستمر أسعار النحاس والمعادن الأخرى في التقلب في المدى القصير، مدفوعة بعوامل مثل قرارات البنوك المركزية، والسياسات التجارية، والتطورات الجيوسياسية. سيراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في قطاع الطاقة المتجددة، لتقييم الاتجاه المستقبلي لأسعار المعادن. من المقرر أن يجتمع الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى في [تاريخ محتمل] لتقييم الوضع الاقتصادي واتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة.
