شهدت أسواق العملات تقلبات ملحوظة خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفع الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، مدعوماً بالتوجه نحو الأصول الآمنة قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية المهمة واجتماعات البنوك المركزية الرئيسية هذا الأسبوع. كما ارتفع اليوان الصيني ليسجل أقوى مستوى له منذ أكثر من عام، بينما يترقب المستثمرون قرارات السياسة النقدية المتوقعة من مختلف أنحاء العالم.
تطورات الين الياباني والدولار الأمريكي
ارتفع الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 154.735 مقابل الدولار، ويعكس هذا الارتفاع قلق المستثمرين بشأن المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. وتشير التوقعات إلى أن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75% خلال اجتماعه المقرر يوم الجمعة، مما قد يدعم الين بشكل أكبر.
في المقابل، استقر مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته منذ منتصف أكتوبر، حيث بلغ 98.256 نقطة. ويأتي هذا التماسك برغم الاستعداد لبيانات الوظائف الأمريكية، والتي تعتبر مؤشراً حيوياً على صحة أكبر اقتصاد في العالم.
بيانات الوظائف الأمريكية تحت الأضواء
من المقرر أن تصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير التوظيف المشترك لشهرَي أكتوبر ونوفمبر، بعد تأجيلات بسبب الإغلاق الحكومي الجزئي. يتوقع المحللون أن تقدم هذه البيانات نظرة أوضح على حالة سوق العمل خلال فترة عدم اليقين تلك، وفقاً لملاحظات بول ماكيل، الرئيس العالمي لأبحاث العملات في بنك إتش إس بي سي.
تشير بيانات العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى احتمال كبير (75.6%) بأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم في 28 يناير. ومع ذلك، يعرب بعض المحللين عن شكوكهم في أن تتمكن البيانات المتاحة من إزالة كل الغموض المحيط بمسار السياسة النقدية الأمريكية في المستقبل القريب.
هناك احتمال بأن تتضمن بيانات الوظائف تسريحات وظيفية متأخرة، خاصة تلك المرتبطة بعمليات تسريح جماعية محتملة في أعقاب تعديلات الإدارة الحكومية، كما أشار رودريغو كاتريل، استراتيجي العملات في بنك أستراليا الوطني. فهم الأوضاع الفعلية في أكتوبر يظل ضرورياً لتقييم النمو الوظيفي بشكل دقيق.
اليوان الصيني يواصل الصعود
أظهر اليوان الصيني قوة ملحوظة في التعاملات الخارجية، حيث ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 7.0381 مقابل الدولار، مسجلاً بذلك أقوى مستوى له منذ 3 أكتوبر 2023. يعتقد كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات في بنك أو سي بي سي، أن هذا يعكس سياسة مقصودة لتعزيز قيمة العملة بشكل تدريجي مع الحفاظ على استقرار السوق.
وتتركز الأنظار الآن على سياسات التسعير اليومية التي يتبعها البنك المركزي الصيني، لمعرفة ما إذا كانت السلطات ستتدخل لتهدئة وتيرة الصعود السريع لليوان.
أسبوع حاسم للبنوك المركزية
لم تتوقف التوقعات عند بيانات التوظيف الأمريكية فحسب، بل تمتد لتشمل قرارات عدد من البنوك المركزية الكبرى الأخرى هذا الأسبوع. يتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، بينما من المرجح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعاره دون تغيير.
كما يشهد كل من بنكي السويد والنرويج اجتماعات سياسة نقدية، ومن المتوقع أن يتخذا قرارات مماثلة. تعززت آمال التحسن الاقتصادي الأوروبي بتقدم محادثات السلام بشأن أوكرانيا، والعرض الأمريكي بتقديم ضمانات أمنية لكييف.
أداء العملات الأخرى
في المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3368 دولار. وانخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.6635 دولار، في أعقاب مسح خاص أظهر تراجع ثقة المستهلكين في ديسمبر. كما انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% إلى 0.5778 دولار، وسط تراجع التوقعات بشأن زيادة أسعار الفائدة خلال العام القادم.
واستمرت أسواق العملات الرقمية في التذبذب، حيث انخفضت عملة بيتكوين بنسبة 0.7% إلى 85,620.38 دولار، وتراجعت عملة إيثر بنسبة 1.1% إلى 2,912.30 دولار.
بشكل عام، تشهد أسواق العملات فترة من عدم اليقين والتقلبات، حيث يراقب المستثمرون عن كثب بيانات الوظائف الأمريكية وقرارات البنوك المركزية الرئيسية. من المتوقع أن تستمر هذه الحالة حتى نهاية الأسبوع، مع احتمال حدوث تحركات كبيرة في أسعار العملات المختلفة بناءً على التطورات الجديدة. سيكون التركيز على بيانات التوظيف الأمريكية لتحديد ما إذا كانت تشير إلى تباطؤ أو استقرار في سوق العمل، وكيف سيستجيب الاحتياطي الفيدرالي لهذا التغير.
