اقترب سعر الذهب من مستوى قياسي جديد مع تزايد ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية، بالتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في فنزويلا. هذا التطور دفع الفضة إلى تسجيل قمة تاريخية جديدة، بينما ارتفع البلاتين إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، مما يعكس شهية متزايدة للملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي.

تداول المعدن الثمين بالقرب من 4330 دولارًا للأونصة، بعد أن تعافى من انخفاض طفيف في الجلسة السابقة أنهى سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام. ويظل الذهب على مقربة من أعلى مستوى له على الإطلاق، مما يشير إلى قوة الطلب المستمر عليه.

الذهب يترقب بيانات التضخم الأمريكية

تترقب الأسواق المالية بيانات التضخم الأمريكية المقرر الإعلان عنها يوم الخميس، بحثًا عن إشارات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. يأمل المستثمرون في الحصول على رؤى حول ما إذا كان الفيدرالي سيواصل خفض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم عادةً أسعار المعادن الثمينة.

قبل صدور البيانات، من المقرر أن يدلي عدد من مسؤولي الفيدرالي بتصريحات عامة، مما قد يؤثر على توقعات السوق. يركز المستثمرون بشكل خاص على أي تلميحات حول التوجه المستقبلي للسياسة النقدية.

فنزويلا تزيد من الضغط على الأسعار

أضافت التطورات في فنزويلا زخمًا إضافيًا لارتفاع أسعار الذهب. فقد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصارًا على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات، في محاولة لتصعيد الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

هذا التصعيد، بالإضافة إلى الحشد العسكري في المنطقة والتهديدات بضربات برية، أثار مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في الذهب.

أداء المعادن الثمينة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب وحده، حيث شهدت الفضة قفزة تاريخية لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 66.5 دولارًا للأونصة. كما ارتفع البلاتين بنسبة تصل إلى 3%، في حين صعد البلاديوم بنسبة 1%، مما يشير إلى طلب قوي على المعادن الصناعية والنفيسة على حد سواء.

رهانات أسعار الفائدة وتأثيرها على السوق

يراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات على مزيد من التيسير النقدي. قام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات متتالية مؤخرًا، وهو ما يعتبر عاملاً إيجابيًا للمعادن الثمينة التي لا تدر عائدًا.

تشير التقديرات الحالية إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 25% لخفض إضافي في أسعار الفائدة في يناير. ومع ذلك، أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة استمرار تباطؤ سوق العمل، لكنها لم تغير بشكل كبير التوقعات بشأن خفض الفائدة.

تعيين رئيس الفيدرالي الجديد قيد الدراسة

من المتوقع أن يكون تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي مؤشرًا رئيسيًا على مسار السياسة النقدية في العام المقبل. وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، من المقرر أن يجري الرئيس ترامب مقابلة مع كريس والر، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، لشغل المنصب.

من المرجح إجراء مقابلات إضافية هذا الأسبوع، وسيتم الإعلان عن القرار في أوائل يناير. يولي المستثمرون أهمية كبيرة لهذا التعيين، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

تتوقع نيكي شيلز، رئيسة الأبحاث في شركة “إم كي إس بامب”، أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4500 دولارًا للأونصة في عام 2026. ينضم هذا التوقع إلى مجموعة متزايدة من التوقعات التي تشير إلى استمرار صعود أسعار الذهب.

ومع ذلك، تشير شيلز إلى أن الذهب قد يشهد فترة من الاستقرار على المدى القريب قبل أن يستأنف مساره الصعودي بشكل أكثر اعتدالًا واستدامة.

في أحدث التطورات، ارتفع الذهب بنسبة 0.5% إلى 4323.9 دولارًا للأونصة. يجب على المستثمرين متابعة بيانات التضخم الأمريكية القادمة وتطورات التعيين في الفيدرالي عن كثب، بالإضافة إلى الوضع الجيوسياسي في فنزويلا، لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في سوق الذهب.

شاركها.