أصبحت إنفاقاتك على تطبيق أوبر محور انتقادات ومواقف ساخرة، وتحولت الآن إلى واقع مع إطلاق الشركة لميزة جديدة تلخص نشاط المستخدمين السنوي. بعد أيام من عرض برنامج “ساترداي نايت لايف” مقطعًا ساخرًا حول “ملخص أوبر إيتس” والإحراج الناتج عن اكتشاف المبلغ الذي تم إنفاقه على التطبيق هذا العام، أطلقت أوبر ميزة مماثلة على غرار سبوتيفاي، مما أثار ردود فعل واسعة النطاق.
ملخص أوبر السنوي: نظرة على عادات استخدامك للتطبيق
أطلقت شركة أوبر، يوم الاثنين، ميزة جديدة تسمى “YOUBER” تهدف إلى تجميع أنشطة المستخدمين عبر كل من تطبيقي أوبر وأوبر إيتس. تتيح هذه الميزة للمستخدمين استعراض تفاصيل رحلاتهم، وعدد المرات التي اختاروا فيها خدمة “أوبر كومفورت”، والمطاعم التي يفضلونها. وتتوفر هذه الميزة حاليًا في الولايات المتحدة فقط.
لم تعلق أوبر أو NBCUniversal بشكل فوري على ما إذا كان برنامج “ساترداي نايت لايف” على علم بخطط أوبر قبل عرض المقطع الساخر. كما لم يتم الكشف عن المدة التي استغرقتها أوبر في تطوير هذه الميزة، أو ما إذا كانت قد تأثرت بالمقطع الكوميدي.
ردود الفعل على الميزة الجديدة
يأتي إطلاق “YOUBER” في وقت يزداد فيه الوعي حول جمع البيانات الشخصية واستخدامها. المقطع الكوميدي الذي عرض في برنامج “ساترداي نايت لايف” يسلط الضوء على التناقض بين رغبة الناس في تتبع بياناتهم وبين رد فعلهم عندما تكشف هذه البيانات عن معلومات غير مريحة.
تُظهر الميزة الجديدة للمستخدمين إحصائيات مفصلة حول عاداتهم في استخدام أوبر، مثل الأماكن التي زاروها، وعدد الرحلات التي قاموا بها، والمبلغ الذي أنفقوه. بالإضافة إلى ذلك، تقوم أوبر بتعيين “ملف شخصي” لكل مستخدم بناءً على سلوكه في التطبيق، مثل “المحسن الخيري” لمستخدمي أوبر الكهربائية، أو “المبكر النشيط” للمستخدمين الذين يطلبون الرحلات في الصباح الباكر، أو “مدلل التوصيل” للعملاء الذين “يعيشون من أجل جميع أنواع التوصيلات”.
أتاحت أوبر أيضًا للمستخدمين مشاركة ملخصاتهم السنوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انتشار واسع النطاق للقصص حول الإنفاق المفرط على التطبيق. هذا الأمر أثار نقاشًا حول عادات الإنفاق الشخصية وتأثير تطبيقات التوصيل على الميزانيات الفردية.
تأثيرات محتملة على مستقبل خدمات مشاركة البيانات
تعتبر هذه الخطوة من أوبر جزءًا من اتجاه أوسع بين شركات التكنولوجيا لتقديم ملخصات سنوية للمستخدمين حول أنشطتهم على منصاتها. تتيح هذه الملخصات للمستخدمين فرصة للتفكير في عاداتهم الرقمية، ولكنها أيضًا تثير مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات.
قد تؤدي ردود الفعل على ميزة “YOUBER” إلى إعادة تقييم شركات التكنولوجيا الأخرى لخططها لتقديم خدمات مماثلة. من المهم أن تكون هذه الشركات شفافة بشأن كيفية جمع البيانات واستخدامها، وأن تمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في معلوماتهم الشخصية.
من المتوقع أن تقوم أوبر بتوسيع نطاق ميزة “YOUBER” لتشمل المزيد من البلدان في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت الشركة ستجري أي تغييرات على الميزة بناءً على ردود الفعل الأولية. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تطور هذه الميزة وتأثيرها على علاقة المستخدمين بتطبيق أوبر وخدمات مشاركة البيانات بشكل عام.
تعتبر هذه الميزة بمثابة تذكير بأهمية الوعي بإنفاقنا الرقمي، وكيف يمكن أن تتراكم التكاليف الصغيرة بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الضوء على الدور المتزايد الذي تلعبه البيانات الشخصية في حياتنا اليومية، والحاجة إلى حماية خصوصيتنا في العصر الرقمي. خدمات توصيل الطعام (delivery services) و تطبيقات النقل (transportation apps) أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، و فهم عادات استخدامنا لها يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرارات مالية أفضل.