تأجلت مناقشة مشروع قانون هيكلة السوق للعملات الرقمية في لجنة الخدمات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى العام المقبل، مما يمثل انتكاسة للصناعة التي كانت تأمل في تحقيق تقدم ملموس نحو قانون شامل بحلول عام 2025. يهدف هذا القانون إلى تحديد كيفية إشراف هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) على أسواق العملات المشفرة، وهو ما يثير اهتمامًا كبيرًا في قطاع العملات الرقمية.
تأجيل مناقشة قانون هيكلة سوق العملات الرقمية
أعلنت لجنة الخدمات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الاثنين، أنها لن تعقد جلسات لمراجعة مشروع قانون هيكلة السوق الذي يحدد كيفية إشراف الجهات التنظيمية الفيدرالية على الصناعة، وذلك حتى العام المقبل. وكان من المتوقع عقد جلسة مراجعة قريبة، لكنها أُجلت بسبب استمرار المفاوضات بين أعضاء اللجنة.
أكد متحدث باسم اللجنة أن رئيس اللجنة، تيم سكوت، وأعضاء اللجنة حققوا تقدمًا قويًا مع نظرائهم الديمقراطيين بشأن مشروع القانون، لكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من التفاوض. يأتي هذا التأجيل في وقت يركز فيه الكونجرس بشكل أساسي على تمويل الحكومة الأمريكية بعد العودة من العطلات، حيث سينتهي العمل بمشروع قانون التمويل الحالي في 30 يناير.
نقاط الخلاف الرئيسية
تشمل نقاط الخلاف الرئيسية بين الديمقراطيين مخاوف بشأن الاستقرار المالي، ونزاهة السوق، والأخلاقيات. ويرجع جزء كبير من هذه المخاوف إلى أنشطة الرئيس السابق دونالد ترامب وعائلته في مجال العملات المشفرة، والتي ساهمت في زيادة ثروتهم بملايين الدولارات، وفقًا لتقارير إخبارية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خلافات حول تحديد المسؤوليات التنظيمية بين هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC). يهدف مشروع القانون إلى تعيين لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) كمنظم رئيسي لسوق العملات المشفرة الفوري، وتحديد كيفية تطبيق قوانين الأوراق المالية على هذا القطاع.
جهود الجهات التنظيمية المستمرة
على الرغم من تأجيل مشروع القانون، بدأت كل من هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) جهودًا لتصبح جهات تنظيمية أكثر ودية تجاه الصناعة. نشرت هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) عددًا من البيانات الصحفية وعقدت ندوات لمناقشة كيفية تطبيق قوانين الأوراق المالية على مختلف جوانب العملات المشفرة.
في الوقت نفسه، اتخذت لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) خطوات لبدء السماح للمؤسسات المرخصة لديها بالتعامل في تداول العملات المشفرة الفوري، ومنحت الأسبوع الماضي إعفاءً من الإجراءات لشركات التنبؤ حول بعض متطلبات البيانات. هذه الخطوات تشير إلى رغبة متزايدة في تنظيم العملات المشفرة بطريقة تعزز الابتكار مع حماية المستثمرين.
تأثير التأجيل على سوق العملات الرقمية
يمثل هذا التأجيل خيبة أمل لصناعة العملات الرقمية، التي كانت تأمل في الحصول على وضوح تنظيمي أكبر. يؤدي عدم اليقين التنظيمي إلى تثبيط الاستثمار والابتكار في هذا القطاع. ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة التي تبذلها هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ولجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) لتوضيح قواعدها قد تساعد في تخفيف بعض هذه المخاوف.
يعتبر تنظيم العملات الرقمية قضية معقدة تتطلب دراسة متأنية. يجب على الجهات التنظيمية الموازنة بين الحاجة إلى حماية المستثمرين وتعزيز الابتكار. كما يجب عليهم التعاون مع بعضهم البعض ومع الصناعة لتطوير إطار تنظيمي فعال وعادل. تعتبر التقنية المالية (FinTech) مجالًا متناميًا، والعملات الرقمية جزء أساسي منه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتخابات النصفية القادمة في العام المقبل ستزيد من تعقيد الوضع. من المرجح أن يركز المشرعون على قضايا أخرى ذات أولوية أعلى، مما قد يؤدي إلى تأخير إضافي في تمرير مشروع القانون.
من المتوقع أن تستأنف اللجنة مناقشة مشروع القانون في أوائل عام 2026. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن ما إذا كان بإمكان المشرعين التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع قانون مقبول للطرفين. سيكون من المهم مراقبة المفاوضات بين أعضاء اللجنة وتطورات سوق العملات الرقمية في الأشهر المقبلة.
